و"احتسابًا": أي: اعتدادًا به، وادخارًا له عند اللَّه تعالى.
"القيراط": في أصله نصف دانق، وأصله: قِرَّاط بالتشديد؛ لأن جمعه قراريط، ويعني به في هذا الحديث الحظ العظيم من الثواب كما قد فسره فيه.
ومعنى انتدب اللَّه هنا: تكفل، كما جاء مفسرًا في طريق آخر، وأصل (انتدب): أجاب، يقال: ندبه لأمر فانتدب له؛ أي: دعاه فأجاب.
* * *
(١٣) باب أعظم أركان الدين النصحية والفرار من الفتن والأمر بالتسديد والتسهيل؛ لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الدين النصيحة للَّه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"
٣٥ - عن زِيَادِ بن عِلَاقَةَ قال: سمعت جَرِيرَ بن عبد اللَّه يوم مات المغيرةُ ابن شُعْبَة قام فحمد اللَّه، وأثنى عليه، وقال: عليكم باتِّقَاءِ اللَّه وحده لا شريك له، والوقار والسكينة حتى يأتيكم أميرٌ، فإنما يأتيكم الآن، ثم قال: اسْتَعْفُوا (١) لأميركم؛ فإنه كان يحب العفو.
ثم قال: أما بعد؛ فإني أتيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قلت: أبايعك على الإسلام فشرط عليَّ "والنصح لكل مسلم"، فبايعتُه على هذا، وَرَبِّ هذا المسجد،
(١) (استَعْفُوا لأميركم)؛ أي: اطلبوا له العفو من اللَّه.