للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: ارجع إليه، فقل له: يضع يده على مَتْنِ ثور، فله بما غطت (١) يده بكل شعرة سنة، قال: أيْ رب! ثمَّ ماذا؟ قال: الموت، قال: فالآن، قال: فسأل اللَّه يُدْنِيهِ من الأرض المقدسة رَمْيَةً بحَجَرٍ، قال أبو هريرة عن (٢) النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فلو كنت ثَمَّ لأريتكم قَبْرَهُ إلى جانب الطريق عند الكَثِيب الأحمر".

* تنبيه: "حَجَرُ": مضموم الراء، على أنَّه منادى مفرد، محذوف حرف النداء على الشاذ؛ كقولهم: أَطْرِق كَرَا (٣)، وافْتَد مَخْنُوق، والقياس أن لا يحذف حرف النداء مع النكرات ولا مع المبهم.

وقوله: "حج آدم موسى"؛ أي: غلبه بالحجة، ووجهها أن موسى قد أعلمه اللَّه في التوراة بقضية آدم، وبأن اللَّه تاب عليه منها، ورفع عنه المعاتبة والمؤاخذة، وأنه قد رده إلى أحسن مما كان قبل، فعتاب موسى لا موقعَ له، فكأنه قال له: كيف تعاتبني وتؤاخذني وقد علمتَ أنَّ اللَّه قد أسقط عني ذلك، وكان بعض العارفين يقول: ذكر الجفاء في محلّ الصفاء جفاء، واللَّه أعلم.

وصَكُّ موسى لملك الموت إنما كان؛ لأنه جاء ليقبض روحه ولم


(١) في "صحيح البخاري": "بما غطى يده".
(٢) في "صحيح البخاري": "فقال".
(٣) قال في "القاموس" في (مادة: طرق): "أَطْرِقْ كَرَا، إن النعام في القُرَى"؛ مثل يُضرَب للمُعجَب بنفسه؛ كما يقال: فَغُضَّ الطَّرْف والكَرَا: هو ذكر الكَرَوان، وذكر العسكري: أنَّه يضرب للرجل الحقير إذا تكلم في الموضع الجليل، لا يتكلم فيه أمثاله. . . والكرى: الكروان، وهو طائر صغير، فشبه به الذليل (١/ ١٥٨)، رقم (٢٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>