للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ظل لم تأتِ عليها (١) الشمس، فنزلنا عنده، وسويت للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مكانًا بيدي فنام عليه، وبسطت للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فَروة وقلت (٢): نم يا رسول اللَّه وأنا أَنْفُضُ لك ما حولك، فنام وخرجت أنفض ما حوله؛ فإذا أنا بِرَاعٍ مقبل بغنمه إلى الصخرة يريد منها مثل الذي أردنا، فقلت: لمن أنت يا غلام؟ فقال: لرجل من أهل المدينة -أو مكة- قلت: أفي غنمك لبن؟ قال: نعم، قلت: أفتحلبُ؟ قال: نعم، فأخذ شاةً، فقلت: انْفُضِ الضَّرْعَ من التراب والشَّعَرِ والقَذَى، قال: فرأيت البراء يضرب إحدى يديه على الأُخْرى ينفض، فحلب في قَعْبٍ كُثْبَةً من لبن، ومعه إِدَاوَةٌ حملتها للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يرتوى منها يشرب ويتوضأ، فأتيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فكرهت أنْ أُوقِظه، فَوَافَقْتُهُ حين استيقظ، فصببت من الماء على اللبن حتى بَرَدَ أسفلُه، قلت: اشْرَبْ يا رسول اللَّه، قال: فشرب حتى رضيتُ، ثم قال: "ألمْ يَأن للرحيل؟ " قلت: بلى، قال: فارتحلنا بعد ما مالت الشمس، واتبعنا سُرَاقةُ بن مالك، فقلت: أُتِينا يا رسول اللَّه، فقال: "لا تحزن إن اللَّه معنا"، فدعا عليه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فارْتَطَمَتْ به فرسه إلى بطنها -أُرَى في جَلَدٍ من الأرضِ شك الراوي- فقال: إني أراكما قد دعوتما عليَّ، فادعوا لي، فاللَّهَ لكما أنْ أَرُدَّ عنكما الطلب، فدعا له النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فنجا، فجعل لا يلقى أحدًا إلا قال: قد (٣) كفيتكم (٤) ما هنا، فلا يلقى أحدًا إلا ردَّهُ، قال: وَوَفَى لنا.


(١) هكذا في الأصل: "لم تأت عليها"، وفي "صحيح البخاري": "لم تأت عليه".
(٢) في "صحيح البخاري": "وقلت له".
(٣) "قد" ليست في "صحيح البخاري".
(٤) "كفيتكم" كذا في متن الأصل، وفي "صحيح البخاري"، وعلى هامش الأصل: "كفِيتُمْ".

<<  <  ج: ص:  >  >>