خديجة- وأما جَدته عمة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يريد: صفية- ثم عَفِيفٌ في الإسلام، قارئ للقرآن، واللَّه إن وصلوني وصَلُوني من قريب، وإن رَبُّونِي رَبُّونِي (١) أكفاء كرام، فآثر التُّوِيْنَات والأُسامات والحُمَيْدات -يريد: أَبْطُنًا من بني أسد ابن تويت وبني أسامة وبني أَسَد إن ابن أبي العاص- برز يمشي القُدَمِيَّةَ -يعني: عبد الملك بن مروان- وأنه لَوَّى ذنبه؛ يعني: ابن الزبير.
الغريب:
"غَدَوْتُ": بَكَرْتُ. و"مُحِلِّين": مستبيحين القتال في الحرم. و"لا أحله": أستبيحه.
وقوله:"وأين بهذا الأمر عنه"؛ يعني: الخلافة، هو أولى بها من غيره بما ذكر من نسبه، وبيته وحُسن حاله. و"واصلوني": قربوني. و"رَبُّوني": تعاهدوني بإصلاح الحال، وإن لم يُقَرِّبوني، وهو من التربية. و"أَكْفَاء": أمثال ونظراء.
وقوله:"فآثر التويتات"؛ يعني: أنَّ ابن الزبير أقبل على هذه القبائل الحقيرة فأكرمهم، وأعرض عن ابن عباس مع أنه يعترف بحقه ويعرف بيته ويثني عليه بالحق.
و"برز يمشي القُدَمِيَّة"؛ يعني: بذلك عبد الملك؛ أي: خرج وظهر، قال أبو عبيد: يعني به: التبختر، وقال ابن قتيبة: يقال فلان يمشي القُدَمِيَّة والتَّقَدُّمِيَّة؛ أي: يَقْدُم بهمته وأفعاله.
(١) من رَبَّ بمعنى: ملك، والمعنى المراد: وإن تأمروا عَليّ كانوا أكفاء، وسيأتي تفسير المصنف بمعنى التربية.