للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بارك اللَّه لك، فَتَقَرَّى (١) حُجَرَ نسائه كلهن يقول لهن كما يقول لعائشة، وَيقُلْن له كما قالت عائشة، ثم رجع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فإذا رهط ثلاثة يتحدثون (٢)، وكان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- شديد الحياء، فخرج منطلقًا نحو حجرة عائشة، فما أدري آخْبَرَتْهُ أو أُخْبر أن القوم خرجوا، فرجع حتى إذا وضع رجْلَهُ في أُسْكُفَّةِ الباب داخلة وأخرى خارجة، أرخى الستر بيني وبينه، وأُنزلت آية الحجاب {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} إلى قوله: {مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: ٥٣] (٣).

٢١٤٣ - وعن عائشة قالت: خرجتْ سَوْدَةُ بعدما ضُرب الحجاب لحاجتها، وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر بن الخطاب، فقال: يا سودة! واللَّه ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين، قالت: فَانْكَفَأَتْ راجعة، ورسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في بيتي، وإنه يتعشى في يده عَرْقٌ، فدخلت فقالت: يا رسول اللَّه! إني خرجت لبعض حاجتي، فقال لي عمر كذا وكذا، قالت: فأَوْحى اللَّه إليه، ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه، فقال: "إنه قد أُذِنَ لكن أن تخرجن لحاجتكن".

* * *


(١) (فتقرَّى)؛ أي: تتبع الحجرات واحدة واحدة.
(٢) في "صحيح البخاري": "فإذا ثلاثة من رهط في البيت يتحدثون. . . ".
(٣) وهذه الآية ليست في "صحيح البخاري".

<<  <  ج: ص:  >  >>