للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٥٢٠ - وعن عبد اللَّه بن كعب، عن أبيه، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "مَثَلُ المؤمن كالخامة (١) من الزرع، تُفَيّئُها الريح مرة وتَعْدِلُها مرة، ومثلُ المنافق كالأَرْزَةِ (٢)، لا تزال حتى يكون انْجِعَافُهَا (٣) مرة واحدة".

٢٥٢١ - وعن أبي هريرة: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَثَلُ المؤمن كمثل الخامة من الزرع، من حيث أتتها الريح كَفَأَتْها، فإذا اعتدلت تَكَفَّأُ بالبلاء، والفاجر كالأَرْزَةِ صَمَّاء معتدلة حتى يقصمها اللَّه إذا شاء".


(١) (كالخامة): هي الطاقة الطرية اللينة. قال الخليل: الخامة الزرْع أول ما يَنبت على ساق واحد.
(٢) (كالأرزة) قال الخطابي: الأرزة -مفتوحة الراء- واحدة الأرز، وهو شجر الصنوبر فيما يقال، وقالوا: هو شجر معتدلٌ صلب لا يحركه هبوب الريح.
(٣) (انجعافها)؛ أي: انقلاعها، وقيل: انكسارها.
ومعنى الحديث: أن المؤمن حيث جاءه أمر اللَّه انطاع له، فإن وقع له خير فرح به وشكر، وإن وقع له مكروه صبر ورجا فيه الخير والأجر، فإذا اندفع عنه اعتدل شاكرًا، والكافر لا يتفقده اللَّه باختياره، بل يحصل له التيسير في الدنيا ليتعسَّر عليه الحال في المعاد، حتى إذا أراد اللَّه إهلاكه قصمه، فيكون موته أشد عذابًا عليه وأكثر ألمًا في خروجه نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>