يصلي إلى شيء يستره من الناس، فأراد شاب من بني أبي مُعَيْطٍ أن يجتاز بين يديه فدفع أبو سعيد في صدره، فنظر الشاب فلم يجد مَسَاغًا إلا بين يديه، فعاد ليجتاز فدفعه أبو سعيد أشد من الأولى، فنال من أبي سعيد، ثم دخل على مروان فشكى إليه ما لقي من أبي سعيد، ودخل أبو سعيد خلفه على مروان، فقال: مالك ولابن أخيك يا أبا سعيد؟ قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس، فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه، فإن أبى فليقاتله؛ فإنما هو شيطان".
٢٨٩ - وعن بُسْرِ بن سعيد: أن زيد بن خالد أرسله إلى أبي جُهَيْمٍ يسأله ماذا سمع من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في المار بين يدي المصلي؟
فقال أبو جُهَيْمٍ: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه، لكان أن يقف أربعين خيرًا له من أنه يمر بين يديه".
قال أبو النَّضْرِ: لأدري أقال أربعين يومًا أو شهرًا أو سنةً.
* تنبيه:
روى البَزَّارُ هذا الحديث من طريق مَرْضِيَّةٍ، وقال:"أربعين خريفًا"(١)
(١) "البحر الزخار" (٩/ ٢٣٩)، مسند زيد بن خالد، من طريق سفيان بن عيينة، عن سالم أبي النضر عن بسر بن سعيد قال: أرسلني أبو جهيم إلى زيد بن خالد. . . وهكذا رواه ابن عيينة مقلوبًا، ويحتمل أن كلًّا منهما أرسل إلى الآخر.