للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: "يا حكيم" إنَّ هذا المال خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فمن أخذه بِسَخَاوَةِ نفسٍ بورك له فيه، ومن أخذه بإشْرَافِ نفسٍ لم يبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع، اليد العليا خير من اليد السفلى".

قال حكيم: فقلت: يا رسول اللَّه! والذي بعثك بالحق، لا أَرْزَأُ أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا. فكان أبو بكر (١) يدعو حكيمًا إلى العطاء فيأبى أن يقبله، ثم إن عمر (٢) دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه شيئًا، فقال عمر: إني أُشهِدكم يا معشر المسلمين على حكيم أني أَعْرِضُ عليه حَقَّه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه. فلم يَرْزَأْ حكيمٌ أحدًا من الناس (٣) بعد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى تُوفي.

الغريب:

"قيل وقال يعني به: الخوض في الكلام وكثرته.

و"إضاعة المال": إتلافه، وإنفاقه في المعاصي والسَّفَهِ.

و"المُزْعَةُ": القطعة المُقَطَّعة، مزعْتُ اللحم: قطعته.

و"سخاوة النفس": تساهلُها ورِفْقُها في الأخذ.


(١) "فكان أبو بكر" كذا في "صحيح البخاري" ونسخةٍ لدينا، وفي الأصل: "فكان حكيم أبو بكر. . . ".
(٢) في "صحيح البخاري": "رضي اللَّه عنه".
(٣) من هنا إلى آخر الحديث من "صحيح البخاري"، وليس في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>