للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يختتن من هذه الأمة؟ [قالوا: ليس يختتن] (١) إلا اليهود، فلا يهمنك شأنهم، واكتب إلى مدائن ملكك فيقتلوا من فيهم من اليهود، فبينما هم على أمرهم أُتِيَ هرقل برجل أرسل به ملك غسان يخبر عن خبر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فلما استخبره هرقل قال: اذهبوا فانظروا: أمختتن هو أم لا؟ فنظروا إليه، فحدثوه أنه مختتن، وسأله عن العرب. فقال: هم يختتنون. فقال هرقل: هذا مُلْك هذه الأمة قد ظهر.

ثم كتب هرقل إلى صاحبٍ له بروميَّة، وكان نظيره في العلم، وسار هرقل إلى حمص، فلم يَرِمْ (٢) حمص حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافق رأي هرقل على خروج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأنه نبيٌ (٣)، فأذن هرقل لعظماء الروم في دَسْكَرَةٍ (٤) له بحمص، ثم أمر بأبوابها فغلِّقت، ثم اطَّلع فقال: [يا معشر الروم، هل لكم في الفلاح والرُّشدِ، وأن يثبت ملككم، فتبايعوا هذا النبي؟ فحاصوا (٥) حَيْصَةَ حمرِ الوَحْشِ إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت.


(١) ما بين المعكوفين مطموس في الأصل، وما أثبتناه من "البخاري".
(٢) (فلم يرم) بفتح أوله وكسر الراء؛ أي: لم يبرح مكانه.
(٣) (حتى أتاه كتاب من صاحبه. . . وأنه نبي) يدل على أن هرقل وصاحبه أقرا بنبوة نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم-، لكن هرقل لم يستمر على ذلك بخلاف صاحبه.
(٤) (دسكرة): القصر الذي حوله بيوت، وكأنه دخل القصر ثم أغلقه، وفتح أبواب البيوت التي حوله، وإنما فعل ذلك خشية أن يثبوا به.
(٥) (فحاصوا)؛ أي: نفروا، وشبههم بالوحوش؛ لأن نفرتها أشد من نفرة البهائم الإنسية، وشبههم بالحمر دون غيرها من الوحوش لمناسبة الجهل وعدم الفطنة، بل هم أضل.

<<  <  ج: ص:  >  >>