فأهلَّ بالعمرة، ثم أهلّ بالحج، فتمتع الناس مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالعمرة إلى الحج، فكان من الناس من أهدى فساق الهَدْيَ، ومنهم من لم يُهْدِ. فلما قدم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مكة قال للناس:"مَنْ كان منكم أَهْدَى فإنه لا يحل لشيء حَرُم منه حتى يقضي حجه، ومن لم يكن منكم أهدى فليطف بالبيت وبالصفا والمروة وليُقَصِّرْ وليحلل ثم ليهل بالحج، فمن لم يجد هَدْيًا فليصم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله".
فطاف حين قدم مكة، واستلم الركن أول شيء، ثم خَبَّ ثلاثة أطواف ومشى أربعًا، فركع حين قضى طوافه بالبيت عند المقام ركعتين، ثم سَلَّمَ فانصرف فأتى الصفا فطاف بالصفا والمروة سبعة أطواف ثم لم يَحْلِلْ من شيء حَرُمَ منه حتى قضى حجه، ونحر هديه يوم النحر، وأفاض فطاف بالبيت، ثم حَلَّ من كل شيء حَرُمَ منه.
وفَعَلَ مثلَ ما فَعَلَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مَن أهدى وساق الهدي من الناس.
٩٣١ - وعن أبي هريرة: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رأى رجلًا يسوق بدنة، فقال:"ارْكَبْهَا" قال: إنها بدنة، قال:"اركبها"، قال: إنها بدنة، قال:"اركبها، ويلك" في الثانية أو في الثالثة.
وفي رواية (١): قال: فلقد رأيت راكبها يساير النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- والنعل في عنقها.
* * *
(١) خ (١/ ٥٢٠)، (٢٥) كتاب الحج، (١١٢) باب تقليد النعل، من طريق معمر، =