للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلما قضى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مقالته قَلَصَ دمعي حتى ما أُحِسُّ منه قطرةً، وقلت لأبي: أجب عني رسول اللَّه (١). قال: واللَّه لا أدري ما أقول لرسول اللَّه؟ فقلت لأمي: أجيبي عني رسول اللَّه (٢) فيما قال. قالت: واللَّه ما أدري ما أقول لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. قالت: وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرًا من القرآن، فقلت: واللَّه (٣) لقد علمتُ أنكم سمعتم ما يتحدث به الناس، وَوَقَرَ في أنفسكم وصَدَّقْتُمْ به، ولئن قلت لكم إني لبريئة -واللَّه يعلم أني بريئة- لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمرٍ -واللَّه يعلم أني بريئة- لَتُصَدِّقُنِّي، واللَّه ما أجد لي ولكم مَثَلًا إلا أبا يوسف إذ قال: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: ١٨] ثم تحولْتُ على فراشي وأنا أرجو أن يبرئني اللَّه، ولكن واللَّه ما ظننت أن يُنْزِل في شأني وَحْيًا، ولأَنَا أحقر في نفسي من أن يُتَكَلَّم بالقرآن في أمري، ولكني كنت أرجو أن يَرَى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في النوم رؤيا تبرئني، فواللَّه ما رَامَ مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أُنْزِلَ عليه الوحي (٤)، فأخذه ما كان يأخذه من البُرَحَاءُ حتى إنه ليتحدَّرُ منه مثلُ الجُمَانِ من العَرَقِ في يوم شاتٍ، فلما سُرِّيَ عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو يضحك، فكان أول كلمةٍ تكلم بها أنْ قال (٥): "يا عائشة! احْمَدِي اللَّه فقد برأك" (٦).


(١) في "صحيح البخاري": "رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-".
(٢) في "صحيح البخاري": "رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-".
(٣) في "صحيح البخاري": "إني واللَّه".
(٤) "الوحي" أثبتناها من "صحيح البخاري".
(٥) في "صحيح البخاري": "أن قال لي".
(٦) في "صحيح البخاري": "برأك اللَّه".

<<  <  ج: ص:  >  >>