للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَيْنًا، وأَمَّرَ عليهم عاصمَ بن ثابت الأنصاري جدَّ عاصم بن عمر بن الخطاب، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدَأَةِ -وهو بين عُسْفَان ومكة- ذُكِرُوا لحَيٍّ من هُذَيْل يقال لهم: بنو لَحْيَان، فنفروا له قريبًا من مئتي رجل كلهم رَامٍ، فاقْتَصُّوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم تمرًا تزودوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب، فاقتصوا آثارهم، فلما راهم عاصم وأصحابه، لَجَؤوا إلى فَدْفَدٍ، وأحاط بهم القوم، فقالوا (١): انزلوا فيعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق لا نقَتل (٢) منكم أحدًا، فقال عاصم بن ثابت أمير السرية: أما أنا فواللَّه لا أنزل اليوم في ذمة كافرٍ، اللهم أخبر عَنَّا نبيك، فرموهم بالنبل، فقتلوا عاصمًا في سبعة، فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق منهم خُبَيْبُ الأنصاري وابن دَثِنَة ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أَطْلَقُوا أوتار قِسِيِّهم فأوثَقُوهم، فقال الرجل الثالث: هذا أول الغدر، واللَّه لا أصحبكم، إنَّ في هؤلاء (٣) لأسوة -يريد القتلى- فجَرَّروه (٤) وعالجوه على أن يصحبهم فأبى (٥) فقتلوه، فانطلقوا بخبيب وابن دثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقيعة بدر، فابتاع خبيبا بنو الحارث بن عامر


(١) في "صحيح البخاري": "فقالوا لهم".
(٢) في "صحيح البخاري": "لا نقتل"، وفي الأصل: "ولا يقتل".
(٣) في "صحيح البخاري": "إن لي في هؤلاء. . . ".
(٤) في "صحيح البخاري": "وجرروه".
(٥) "فأبى" أثبتناه من "الصحيح"، وليس بالأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>