للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما جاء في شرب الماء الذي يوضع في المسجد (١)

[٣٢٧٢] وسمعت مالكاً يُسأل عن الماء (٢) الَّذِي يُسْقَى في المسجد، أترى أن يُشْرَبَ منه؟

قال: نعم، إِنَّمَا جُعِلَ للعطشان، ولم يُرَدْ به أهل المسكنة، فلا أرى أن يُتْرَكَ شُرْبُهُ، ولم يزل هذا من أمر النّاس بهذا المكان وغيره، وقد سقى سعد بن عبادة.

فقيل له: في المسجد؟

فقال: لا، ولكن في منزله الَّذِي كان فيه.

فقيل لمالكٍ: فالأَقْنَاءُ (٣) تكون في المسجد، وأشباه ذلك؟

فقال: لا بأس بذلك (٤).

• إِنَّمَا قالَ ذَلِكَ؛ لأنَّ الماء إِنَّمَا يُسْقَى ليشربه العطشان، فقيراً كان أو غنيّاً، وليس يراد به الفقراء، فجاز شرب ذلك للأغنياء، هذا معروفٌ من عرف النَّاس أنَّهم لا يريدون الفقراء بشربه، وقد قال رسول الله : «فِي كُلِّ كَبِدٍ حَرَّى (٥) أَجْرٌ» (٦).


(١) هذا العنوان مثبت من نسخة برنستون.
(٢) قوله: «وسمعت مالكاً يُسأل عن الماء»، كذا في شب، وفي جه: «وسألت مالكاً عن الماء».
(٣) قوله: «فالأقناء»، هي العراجين من التمر، وواحدها قنو، ينظر: البيان والتحصيل [١/ ٢٥٤]، وفي لسان العرب [١٥/ ٢٠٤]: «العذق بما فيه من الرطب».
(٤) المختصر الكبير، ص (٥٧٧)، شرح البخاري لابن بطال [٢/ ٧٣]، البيان والتحصيل [١/ ٢٥٣].
(٥) قوله: «حرى»، كذا في شب وجه، وفي طبعة الغرب: «رطبة»، والحَرَّى: فعلى من الحَرِّ، وهي تأنيث حَرَّانَ، وهما للمبالغة، يريد أنها لشدة حرها قد عطشت ويبست من العطش، ينظر: النهاية في غريب الحديث [١/ ٣٦٢].
(٦) أخرجه ابن حبان [٢/ ٢٩٩]، وأحمد [٢٩/ ١٢٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>