للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مشيه حافياً ضربٌ من الطاعة، كما أنَّ نفس مشيه طاعةٌ، فإذا ترك ذلك لعذرٍ كان عليه الهدي.

•••

[٩٣٤] مَسْأَلَةٌ: قَالَ: وَمَنْ كَانَ عَلَيْهِ مَشْيٌ (١)، فَمَشَى لِحَجِّهِ وَنَذْرِهِ وَهُوَ صَرُورَةٌ (٢)، أَجْزَأَهُ لِنَذْرِهِ وَحَجَّ مَرَّةً أُخْرَى (٣).

• إنّما قال: «إنَّه يجزيه عن نذره»؛ لأنَّ النَّذر أضعف من الفرض، فلمّا جمعهما بنيةٍ واحدةٍ، كان عليه إعادة الأقوى؛ لأنّه قد أشركه في نيةٍ هي أضعف من نية الفرض.

فأمّا النذر فيجزيه؛ لأنّه لمّا جعل مع النية له نية الفرض كانت أقوى، فنابت عن النذر؛ لأنَّ القوي ينوب عن الضعيف، وليس ينوب الضعيف عن القوي.

ألا ترى: أنّه ينوب غسل الجنابة عن غسل الجمعة، ولا ينوب غسل الجمعة عن غسل الجنابة، وكذلك تيمُّم الفرض ينوب عن النفل، ولا ينوب تيمُّم النفل عن الفرض.


(١) قوله: «مَشْيٌ»، كذا في شب، وفي عز: «مَشْيٌ إلى بيت الله».
(٢) قوله: «صَرُورَةٌ»، الصرورة هو الذي لم يحج، يقال رجل صرورة وامرأة صرورة إذا لم يحجا، ينظر: شرح غريب ألفاظ المدونة، ص (١٦٣).
(٣) المختصر الكبير، ص (٢٢٥)، المدونة [١/ ٥٦٣]، التفريع [١/ ٣٧٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>