للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الزين المراغي: إن هذا الأطم كان لثابت والد حسان بن ثابت، وإنه دخل في الدار المواجهة لباب الرحمة التي كانت دار عاتكة، ومأخذه في ذلك أن دار عاتكة من جملة دار جعفر بن يحيى، لكن سيأتي من كلام ابن زبالة ويحيى عند ذكر أبواب المسجد أن دار جعفر بن يحيى، لكن سيأتي من كلام ابن زبالة ويحيى عند ذكر أبواب المسجد أن دار جعفر بن يحيى دخل فيها بيت عاتكة وفارع أطم حسان بن ثابت، وبيّنا محله هناك في شامي الدار المذكورة، أعني دار عاتكة، وفارع هذا هو الأطم الذي كانت به صفية عمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم الخندق وعندها حسان.

وفي مسلم في حديث ابن صياد «فوجده عند أطم بني مغالة» .

قال عياض: بنو مغالة كل ما كان على يمينك إذا وقفت آخر البلاط مستقبل المسجد النبوي.

وابتنى بنو حديلة (بضم الحاء المهملة) وهو- كما قال ابن زبالة وغيره- لقب معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار أطما يقال له «مشعط» كان في غربي مسجدهم الذي يقال له «مسجد أبي» يعني أبي بن كعب، وفي موضعه بيت يقال له «بيت أبي نبيه» وقد أسند ابن زبالة عقب ذكره الحديث المتقدم «إن كان الوباء في شيء فهو في ظل مشعط» وذكر ابن شبة قصر بني حديلة، وقال: بناه معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ليكون حصنا، قال: وله بابان: باب شارع على خط بني حديلة، وباب في الزاوية الشرقية اليمانية عند دار محمد بن طلحة التّيمي، وفي وسطه بئر حاء، انتهى.

وقال عياض في المشارق: بئر حاء: موضع يعرف بقصر بني حديلة، وقد قال ابن إسحاق: بنو عمرو بن مالك بن النجار هم بنو حديلة، أي لأن حديلة بطن منهم؛ لما قدمناه من أنه لقب أبيهم معاوية بن عمرو بن مالك.

قلت: فليس بنو حديلة هؤلاء بني معاوية من الأوس أهل مسجد الإجابة كما قدمناه ولكن الاشتراك في الاسم أوجب الوهم، فقد وقع للقاضي عياض في المشارق ما يخالف كلام عامة الناس، فقال: قال الزبير: كل ما كان من المدينة عن يمينك إذا وقفت آخر البلاط مستقبل مسجد النبي صلّى الله عليه وسلّم بنو مغالة، والجهة الآخرى أي التي على يسارك بنو حديلة، وهم بنو معاوية وهم من الأوس.

قال الجوهري: هي قرية من قرى الأنصار، قال القاضي: هم بطن من الأنصار سميت جهتهم بهم، وهم أيضا بنو حديلة (بحاء ودال مهملتين) وحديلة أمهم، انتهى.

والذي نقله غيره عن الزبير أن بني حديلة من بني النجار من الخزرج، وبنو معاوية من الأوس غيرهم، وقد قدمناه عن ابن زبالة شيخ الزبير، وقد ذكر ابن حزم في الجمهرة

<<  <  ج: ص:  >  >>