الشام، ويكون المصلى حده القبلي، وهذا هو الأرجح؛ لأن الجهة التي بالمشرق مما تقدم إنما هي من منازل بني زريق، والله أعلم.
قال ابن زبالة: فابتنوا أطما يقال له واسط، وقد تقدم أن بني خدارة نزلوا بجرار سعد أيضا، فكأنها كانت منزلها، وبنو خدارة من بني الحارث بن الخزرج كما تقدم، فدارهم المرادة في حديث عيادة سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج، لا دار بني الحارث المعروفة بهم لبعدها جدا عن منازل بني ساعدة، وليسوا قوم سعد إلا من حيث إن الكل من الخزرج.
وفي حديث عائشة في الصحيح بعد قول عروة لها: ما كان يعيشكم؟ قالت:
الأسودان التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم جيران من الأنصار كانت لهم منايح، الحديث.
قال الحافظ ابن حجر في بيان ذلك: جيرانه صلّى الله عليه وسلّم من الأنصار سعد بن عبادة وعبد الله بن عمرو بن حزم وأبو أيوب وسعد بن زرارة؛ فيبعد كون سعد بن عبادة في دار بني الحارث لعده في الجيران، ومأخذ الحافظ ابن حجر في ذلك ما رواه ابن سعد عن أم سلمة قالت: كان الأنصار يكثرون إلطاف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: سعد بن عبادة، وسعد بن معاذ، وعمارة بن حزم، وأبو أيوب، وذلك لقرب جوارهم من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم انتهى، والله أعلم.
ونزلت بنو وقش وبنو عنان ابنا ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الدار التي يقال لها «بنو ساعدة» ويقال لها أيضا «بنو طريف» وهي بين الحماضة وجرار سعد، وسيأتي في ترجمة الشوط ما يقتضي أن لبني ساعدة منزلا في شامي مسجد الراية، والظاهر أنه هذا المنزل، والله أعلم.
ونزل بنو مالك بن النجار دارهم المعروفة بهم، فابتنى بنو غنم بن مالك أطما يقال له «فويرع» وفي موضعه دار حسن بن زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه!
قلت: وهي الدار المقابلة لدار جعفر الصادق التي في قبلة المدرسة الشهابية، كما سيأتي نقله عن ابن شبة.
وابتنى بنو مغالة- وهم بنو عدي بن عمرو بن مالك، ومغالة أم عدي- أطما يقال له «فارع» وهو الأطم الذي واجه دور بني طلحة بن عبيد الله، ودخل في دار [جعفر] بن يحيى بن خالد بن برمك، وله يقول حسان بن ثابت:
أرقت لتوماض البروق اللوامع ... ونحن نشاوى بين سلع وفارع