عمر ثلاثين درهما، وذكر هو وابن زبالة ما كان فيه من الكتابات داخله وخارجه وعلى أبوابه فتركناه لزواله.
وروى ابن زبالة عن إبراهيم بن محمد الزهري عن أبيه قال: ولما قدم الوليد بن عبد الملك المدينة حاجا بعد فراغ عمر بن عبد العزيز من المسجد جعل يطوف في المسجد وينظر إلى بنيانه، فقال لعمر بن عبد العزيز حين رأى سقف المقصورة: ألا عملت السقف كله مثل هذا، قال: إذا يا أمير المؤمنين تعظم النفقة جدا، قال: وإن، قال: وكان نفقته في ذلك أربعين ألف دينار.
وروى ابن النجار هذا الخبر عن أهل السير بهذا اللفظ، إلا أنه قال: فقال: يا أمير المؤمنين إذا تعظم النفقة جدا، قال: وإن، قال: أتدري كم أنفقت على عمل جدار القبلة وما بين السقفين؟ قال: وكم، قال: خمسة وأربعون ألف دينار، وقال بعضهم: أربعون ألف دينار، قال: والله لكأنك أنفقتها من مالك، وقيل: كانت النفقة في ذلك أربعين ألف مثقال، انتهى.
وذكر يحيى رواية ابن زبالة المتقدمة من غير طريقه، وقال عقب قوله:«وكانت النفقة في ذلك أربعين ألف دينار» قال: ثم انتهى إلى القبر فقال ابن الوليد لعمر بن عبد العزيز:
من هذا في القبر؟ قال: رسول الله وأبو بكر وعمر، قال: فأين أمير المؤمنين عثمان؟ قال:
فأعرض عنه، فألح عليه، فقال: دفن في حال تشاغل من الناس وقد أسيء أدبك.
وروى ذلك ابن زبالة أيضا، وزاد فقال: وسمعت بعض أهل العلم يقول: السائل بكار بن عبد الملك، وكان ضعيفا.
وقال ابن شبة: حدثنا أيوب بن عمر بن أبي عمرو، قال: أخبرني موسى بن عبد العزيز قال: قال عمر بن عبد العزيز لي: اتكأ الوليد على يدي حين قدم المدينة، فجعل يطوف المسجد ينظر إلى بنائه، ثم أتى بيت النبي صلّى الله عليه وسلّم فوقف عليه، ثم أقبل علي فقال: أمعه أبو بكر وعمر؟ قلت: نعم، قال: فأين أمير المؤمنين عثمان؟ قال: فالله أعلم إني لظننت أنه لا يبرح حتى يخرجهما، فقلت: يا أمير المؤمنين إن الناس كانوا حين قتل عثمان في فتنة وشغل فذاك الذي منعهم من أن يدفنوه معهم، فسكت.
وروى يحيى أنه جعل المقصورة من ساج، قال: وكانت قبل من حجارة، وأن الواقدي قال: حدثني عبد الله بن يزيد قال: كان عمل القبط مقدم المسجد، وكانت الروم تعمل ما خرج من السقف جوانبه ومؤخره، فسمعت سعيد بن المسيب يقول: عمل هؤلاء أحكم، يعني القبط.