للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر الحافظ ابن حجر أنه أخذ من الحاصل المذكور إحدى عشر خوشخانا وصندوقين كبيرين وصندوقا صغيرا بما في ذلك من المال وخمسة آلاف شقة من البطاين، وصادر بعض الخدام، ونزح عنها؛ فدخل عجلان بن نغير ومعه آل منصور فنودي بالأمان، ثم قدم عقبه أحمد بن حسن بن عجلان ومعه عسكر، يعني من مكة.

قلت: ورأيت بخط شيخنا العلامة ناصر الدين المراغي قائمة ذكر أنه نقلها من خط قاضي طيبة الزين عبد الرحمن بن صالح صورتها: الذي كان في القبة، وأخذه جماز بن هبة، هو من القناديل الفضة ثلاثة وعشرون قنطارا وثلث قنطار، غير الذي في الرفوف، والصندوقين الذهب، ثم ذكر تفصيل ذلك في ثمان عشرة وزنة، ثم كتب ما صورته:

خوشخانة مختومة لم تفتح، والظاهر أنها ذهب، وزنة القناديل التي في الرفوف أربع قناطير إلا ثلث، وتسع قناديل ذهب بالعدد في صندوق، وصندوق صغير مقفول، انتهى.

وبلغنا أنه دفن غالب ذلك، ثم أخذه الله أخذا وبيلا فقتل هو ومن اطلع معه على دفن ذلك، فلم يعلم مكانه إلى اليوم.

وقد ذكر الحافظ ابن حجر قتله في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة فقال: وفيها قتل جماز بن هبة ابن جماز بن منصور الحسيني أمير المدينة، وقد كان أخذ حاصل المدينة ونزح عنها، فلم يمهل وقتل في حرب جرت بينه وبين أعدائه، انتهى.

قلت: إنما بيتته بعض عرب مطير فاغتاله وهو نائم.

ورأيت في القائمة المتقدم ذكرها التي نقلها شيخنا المتقدم ذكره ما صورته: وزن ما في الحجرة من قناديل الذهب تسع قناطير، وورد بعد ذلك من أم السلطان قنديل زنته ألف مثقال، وورد من أخت السلطان قنديل زنته ألف وخمسمائة، وأربع قناديل كبار في الواحد منهم أربعة صغار، وفي الثاني اثنان صغار، وفي الثالث عدة قناديل معفوسة، وفي الرابع قنديل، زنة الجميع ثلاثة آلاف وسبعمائة وعشرون مثقالا، وعلى يد الطواشي صندل قنديلين صغار، ومعلق بعد ذلك عدة قناديل لم تكتب، انتهى.

والظاهر أنه سقط بعد قوله «من قناديل الذهب» لفظ «والفضة» وفي هذه القائمة أيضا أن بالقبة- يعني قصة جماز المتقدمة- من قناديل الفضة مائة رطل وسبعة عشر رطلا وضعها بيسق بيده، انتهى.

ثم إن الأمير غرير بن هيازع بن هبة الحسيني الجمازي أخذ جانبا من الحاصل المذكور في سنة أربع وعشرين وثمانمائة، زاعما أنه على سبيل القرض، وامتحن بعض قضاة المدينة لسبب ذلك، ثم حمل غرير المذكور إلى القاهرة محتفظا به، ومات بها مسجونا.

ولم تزل هذه القناديل في زيادة حتى عدا عليها في ليلة السابع والعشرين من ذي الحجة

<<  <  ج: ص:  >  >>