المتقدم وصفها بين الجدارين، وكان الشروع في إعادة بناء الحجرة في سابع عشر شعبان المذكور، فابتدؤوا بالجدار المذكور، وأوصلوه بالجدار الغربي، وأعادوا ذلك بأحجار الحجرة التي نقضوها منها، ثم رأوا أن إحكام القبة التي عزموا عليها يقتضي تربيع محلها، بحيث لا يزيد طوله على عرضه. وقد قدمنا في ذرع الحجرة ما يقتضي عدم ذلك، فعقدوا قبوا على نحو ثلث الحجرة الذي يلي المشرق والأرجل الشريفة، وجعلوا الجدار الخارج من جهة المشرق متصلا بجدار الحجرة الداخل، فأدخلوا ما كان بينهما في جدار القبو المذكور إلى نهاية ارتفاعه، وكذا فعلوا فيما كان بين الجدار القبلي الداخل والخارج، سدّوه أيضا بالبناء حتى لم يبق حول البناء الداخل فضاء إلا ما بقي من الرحبة المثلاثة الشكل في جهة الشام وصار علو القبة المذكور فضاء أيضا بين القبة وبين الجدار الظاهر في جهة المشرق وعقدوا القبة المذكورة على ما بقي من الحجرة، وهو ما يلي المغرب منها في جهة الرؤوس الشريفة، وحاول بعض الناس أن يكون عقد القبة بالآجر، فكرهت ذلك لما لا يخفى، فاجتنبه متولي العمارة جزاه الله تعالى خيرا، وعقدها بالأحجار المنحوتة من الحجر الأسود، وكملها بالأبيض، وأخبروني أن ارتفاع القبة المذكورة من داخل أرض الحجرة الشريفة إلى محدّب القبة المذكورة- وهو أعلاها المغروز فيه هلالها- اثنا عشر ذراعا بذراع العمل؛ فيكون بالذراع المتقدم وصفه ثمانية عشر ذراعا وربع ذراع.
ومن أرض الحجرة أيضا إلى نهاية القبو الذي بنى عليه أحد حوائط القبة المذكورة ثمانية أذرع وشيء بذراع العمل، وذلك نحو أحد عشر ذراعا بالذراع المتقدم وصفه، وارتفاع حائط القبة الشرقي- وهو الذي يلي القبو المتقدم وصفه- عن طرف القبور الذي بنى عليه الحائط المذكور ذراع وثلثان بذراع العمل، وذلك ذراعان ونصف راجح بالذراع المتقدم وصفه، وصار ما بين حائط القبة المذكور وبين حائط الحجرة الظاهر في جهة المشرق- أعني سطح القبو المذكور وما اتصل به- كما كان بين الجدارين، وأدخل في عرض الجدار رحبة واحدة تحيط بها من المغرب حائط القبة المتقدم وصفه، ومن المشرق حائط الحجرة الظاهر، ومن القبلة حائط الحجرة الظاهر أيضا، ومن الشام سترة بنيت له فيما بين جدار القبة الذي يليه وجدار الحجرة الظاهر في المشرق.
وذرع هذه الرحبة المذكورة بسطح القبو المذكور طولا من القبلة إلى الشام سبعة أذرع ونصف سدس ذراع بذراع العمل، وذلك أحد عشر ذراعا بالذراع المتقدم وصفه.
وذرعها عرضا مختلف: فمما يلي القبلة ذراعان ونصف بذراع العمل، ومما يلي الشام نحو الثلاثة.
وأما جدار القبة الشامي فقد تقدم أنهم زادوا في عرضه من الرحبة خلفه وجعلوه أيضا