للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما رحمتني ورحمت أصحابي، وأخبره جبريل بأن الله مرسل عليهم ريحا، فبشر أصحابه بذلك.

قلت: فينبغي أن يدعى بذلك كله هناك، فيقول: اللهم يا صريخ المستصرخين والمكروبين، ويا غياث المستغيثين، ويا مفرج كرب المكروبين، ويا مجيب دعوة المضطرين، صلّ على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، واكشف عني كربي وغمي وحزني وهمي، كما كشفت عن حبيبك ورسولك صلى الله عليه وسلم كربه وحزنه وغمه وهمه في هذا المقام، وأنا أتشفع إليك به صلى الله عليه وسلم في ذلك، يا حنان يا منان يا ذا الجود والإحسان.

ويقدم عليه ما في الصحيح من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان يدعو عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله ربّ السموات ورب الأرضين رب العرش الكريم» . وكذلك دعاء الشافعي رحمه الله تعالى الذي دعا به عند دخوله على الرشيد في محنته فقد روى أبو نعيم بإسناد من طريق الشافعي أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا به في يوم الأحزاب، ورفعه غير صحيح كما قال البيهقي، لكنه دعاء عظيم، وفي ألفاظه اختلاف، وقد جمعت بينها وهو «شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط، لا إله إلا هو العزيز الحكيم» ثم قال «وأنا أشهد بما شهد الله به، وأستودع الله هذه الشهادة، وهي وديعة لي عند الله يؤدّيها إلى يوم القيامة، اللهم إني أعوذ بنور قدسك وعظمة طهارتك وبركة جلالك من كل آفة وعاهة ومن طوارق الليل والنهار، وطارق الجن والإنس، إلا طارقا يطرق بخير، اللهم أنت غياثي فبك أغوث، وأنت ملاذي فبك ألوذ، وأنت عياذي فبك أعوذ، يا من ذلّت له رقاب الجبابرة، وخضعت له أعناق الفراعنة، أعوذ بجمال وجهك وكرم جلالك من خزيك وكشف سترك، ومن نسيان ذكرك، والاضراب عن شكرك، أنا في حرزك وكنفك وكلاءتك في ليلي ونهاري، ونومي وقراري، وظعني وأسفاري، وحياتي ومماتي، ذكرك شعاري، وثناؤك دثاري، لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، تنزيها لاسمك وعظمتك، وتكريما لسبحات وجهك، أجرني من خزيك ومن شر عبادك، واضرب عليّ سرادقات حفظك، وقني سيئات عذابك، وجد علي، وعدني منك بخير يا أرحم الراحمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الكريم، والصلاة على النبي المرتضى محمد وآله وصحبه وسلم» .

قلت: ومما يدل على اشتهار الاستجابة بهذا المسجد في يوم الأربعاء وقصد السلف له في ذلك اليوم حتى النساء ما حكاه الأديب شهاب الدين أبو الثناء محمود في كتابه «منازل الأحباب» من رؤية عتبة بن الحباب بن المنذر بن الجموع امرأة ممن يزور هذا المسجد في يوم الأربعاء مع نسوة المرة بعد الآخرى وذكر قصته في تزوجه بها، وإنشاده:

<<  <  ج: ص:  >  >>