رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«إذا بلغ البناء- أي: بالمدينة- سلعا فارتحل إلى الشام» فلما بلغ البناء سلعا قدمت الشام.
وروى ابن زبالة حديث «ليوشكن الدين أن ينزوي إلى هذين المسجدين، ويوشكن أن يتشاحوا على موضع الوتد بالحمى كشح أحدكم أن ينقص من داره إلى جانب المسجد، وليوشكن أن يبلغ بنيانهم يهيقا» قالوا: يا رسول الله، فمن أين يأكلون؟ قال:«من هنا وهاهنا» يشير إلى السماء والأرض.
ويهيقا أوله آخر الحروف: موضع بقرب المدينة على ما سيأتي عن المجد آخر الباب السابع.
وذكر ابن زبالة الشجرة التي يضاف إليها مسجد ذي الحليفة، ثم روي عن أبي هريرة رضي الله عنه:«لا تقوم الساعة حتى يبلغ البناء الشجرة» .
وروي أيضا عنه:«أريتك شرف السيالة وشرف الروحاء؛ فإنه منازل أهل الأردن إذا أجيز الناس إلى المدينة» .
وفي الكبير للطبراني في حديث:«سيبلغ البناء سلعا، ثم يأتي على المدينة زمان يمر السفر على بعض أقطارها فيقول: قد كانت هذه مدة عامرة من طول الزمان وعفو الأثر» .
وروى النسائي عن أبي هريرة حديث:«آخر قرية من قرى الإسلام خرابا المدينة» ورواه الترمذي بنحوه، وقال: حسن غريب، ورواه ابن حبان بلفظ:«آخر قرية في الإسلام خرابا المدينة» .
وروى أبو داود عن معاذ مرفوعا:«عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية وخروج الدجال» وروى أبو داود أيضا مرفوعا «الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر» .
وفي ابن شبة عن أبي هريرة:«ليخرجن أهل المدينة من المدينة خير ما كانت، نصفا زهوا، ونصفا رطبا، قيل: من يخرجهم منها يا أبا هريرة؟ قال: أمراء السوء» .
وفيه أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا نحوه، وأن عبد الله بن عمر كان يردّ عليه، فقال له أبو هريرة: لم تردّ علي؟ فوالله لقد كنت أنا وأنت في بيت حين قال النبي صلّى الله عليه وسلّم:«يخرج منها أهلها خير ما كانت» فقال ابن عمر: أجل، قد كنت أنا وأنت في بيت، ولكن لم يقله، إنما قال:«أعمر ما كانت» ولو قال: «خير ما كانت» لكان ذلك وهو حي وأصحابه، فقال أبو هريرة: صدقت والذي نفسي بيده، وفيه عنه أيضا:«ليجيئن الثعلب حتى يقيل في ظل المنبر، ثم يروح لا ينهنهه أحد» .