للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٧٩٤/ م- وعن أنس بن مالك قال: أقبل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى المدينة وهو مردف أبا بكر -وأبو بكر شيخ يعرف- والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- شاب لا يعرف، قال: فيلقى الرجلُ أبا بكر، فيقول: يا أبا بكر! من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقول: هذا الرجل يهديني السبيل، قال: فيحسب الحاسب أنَّه إنَّما يعني الطريقَ، وإنَّما يعني سبيلَ الخير، فالتفت أبو بكر؛ فإذا هو بفارس قد لحقهم، فقال: يا رسول اللَّه! فارس (١) قد لحق بنا، فالتفت نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "اللَّهم اصرعه"، فصرعه فرسه، ثم قامت تُحَمْحِمُ، فقال: يا نبي اللَّه! مُرْني بما شئت، قال: "قف مكانك، لا تتركن أحدًا يلحق بنا"، قال: وكان أول النهار جاهدًا على نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكان آخر النهار مَسْلَحة له، فنزل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- جانب الحرة، ثم بعث إلى الأنصار، فجاؤوا إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأبي بكر، فسلموا عليهما، وقالوا: اركبا آمنَيْن مُطَاعَيْن، فركب نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأبو بكر، وحفُّوا دونهما بالسلاح، فقيل في المدينة: جاء نبي اللَّه، جاء نبي اللَّه (٢)، فأشرفوا ينظرون، ويقولون: جاء نبي اللَّه، جاء نبي اللَّه، فأقبل يسير، حتى نزل بجانب دار أبي أيوب، فإنَّه ليحدث أهله؛ إذ سمع به عبدُ اللَّه بن سَلَام وهو في نخلٍ لأهله يخترف (٣) لهم، فَعَجِلَ أن يضع الذي يخترف لهم فيها،


(١) في "صحيح البخاري": "هذا فارس. . . ".
(٢) في "صحيح البخاري": "نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-".
(٣) (يخترف)؛ أي: يجتني من الثمار.

<<  <  ج: ص:  >  >>