للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- دابته، فسار حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أيْ سعد! ألم تسمع ما قال أبو حُباب -يريد عبد اللَّه بن أُبَيّ- قال كذا وكذا" فقال سعد بن عبادة: يا رسول اللَّه (١)! بأبي أنت اعفُ عنه واصفح، فوالذي أنزل عليك الكتاب لقد جاء اللَّه بالحق الذي أنزل عليك، ولقد اصطلح أهل هذه البُحَيْرَةِ (٢) على أن يُتَوِّجُوهُ، ويُعَصِّبوه بعصابة، فلما ردَّ اللَّه ذلك بالحق الذي أعطاك شَرِقَ بذلك، فذلك فَعَلَ به ما رأيت. فعفا عنه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه يَعْفُون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم اللَّه، ويصبرون على الأذى، قال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ (٣): {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} [آل عمران: ١٨٦] الآية. وقال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: {وَدَّ (٤) كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا} [البقرة: ١٠٩] فكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يتأوَّل في العفو عنهم ما أمره اللَّه (٥)، حتى أذن له فيهم، فلما غزا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بدرًا، فقتل اللَّه بها مَن قتل من صناديد الكفار وسادة قريش، وقفل (٦) رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه منصورين غانمين، معهم أُسَارى من صناديد الكفار وسادة قريش، قال ابنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلُولَ ومَن معه من المشركين عبدة الأوثان: هذا أمر قد تَوَجَّه، فَبَايِعُوا رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-،


(١) في "صحيح البخاري": "أي رسول اللَّه".
(٢) في "صحيح البخاري": "البَحْرَة".
(٣) في "صحيح البخاري": "قال اللَّه تعالى".
(٤) في "صحيح البخاري": "وقال: ود".
(٥) في "صحيح البخاري": "ما أمره اللَّه به".
(٦) في "صحيح البخاري": "فقفل".

<<  <  ج: ص:  >  >>