كأنهم اللؤلؤ، فيجعل في رقابهم الخواتم، فيدخلون الجنة، فيقول أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الرحمن، أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه، فيقال لهم: لكم ما رأيتم ومثله معه".
الغريب:
"تُضَامُون": بضم التاء والميم، ويروى: تَضَامُّون بفتح التاء والميم مشددة، من الضم؛ أي: تتضامون وتزدحمون، وكذلك في ذلك رواية: "يضامون"، روايةً ومعنًى، غير أن المؤمنين يرون اللَّه تعالى بأعين رؤية واضحة جلية، لا يزاحم غيره كما يُفْعَلُ عند رؤية (١) الأهلة، فهو تشبيه لحال الرائي لا بحال المرئي.
"الطواغيت": جمع طاغوت، وهو كل معبود من دون اللَّه.
وقوله: "فيأتيهم الجبار في الصورة التي يعرفون"، هذه من المواضع المُشْكِلَة، والأمور المتشابهة في الشريعة -الكتاب والسُّنة- التي درج الحكم باستحالة ظواهرها على اللَّه، فإنها من نعوت الأجسام وصفات المحدثات، غير أنهم لم يتعرضوا لتأويلها، ووكلوه إلى اللَّه وقالوا:{آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}[آل عمران: ٧].
وقالوا: أمِرُّوها على ما جاءت، وقد ذهب كثير من العلماء إلى حمل ألفاظها على ما يقتضيه الكلام العربي من الاستعارات والتوسعات، فمن ذلك: أن "في" بمعنى الباء في "بصورة"، كما قال:{فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ}[البقرة: ٢١٠]؛ أي: بظلل من الغمام، ومعنى هذا -واللَّه أعلم-: أن اللَّه تعالى
(١) كان هنا في الأصل سقط وكلمة غير واضحة، وما أثبتناه من "المفهم" من كلام المصنف (١/ ٤١٤ - ٤١٥).