للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

له مثل ذلك، كل سماء فيها أنبياء قد سَمَّاهم، فوعيت منهم، إدريس في الثانية، وهارون في الرابعة، وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه، وإبراهيم في السادسة، وموسى في السابعة، بتفضيل كلام اللَّه (١)، فقال موسى: رب لم أظن أن ترفع عليَّ أحدًا، ثم علا به فوق ذلك مما لا يعلمه إلا اللَّه حتى جاء سدرة المنتهى، ودنا الجبار رب العزة فتدلى حتى كان قاب (٢) قوسين أو أدنى، فأوحى اللَّه فيما يوحي إليه خمسين (٣) صلاة على أمتك كل يوم وليلة، ثم هبط حتى بلغ موسى، فاحتبسه موسى، فقال: يا محمد! ماذا عهد إليك ربك؟ قال: عهد إليَّ خمسين صلاة كل يوم وليلة، قال: إن أمتك لا تستطيع ذلك، فارجع فليخفف عنك ربك وعنهم، فالتفت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى جبريل (كأنه يستشيره في ذلك، فأشار إليه جبريل) (٤) أَنْ نعم، إن شئت، فعلا به إلى الجبار تعالى، فقال وهو مكانه: يا رب! خفِّف عنا؛ فإن أمتي لا تستطيع هذا، فوضع عنه عشر صلوات، ثم رجع إلى موسى فاحتبسه، فلم يزل يردُّه موسى إلى ريه حتى صارت خمس صلوات، ثم احتبسه موسى عند الخمس، فقال: واللَّه يا محمد لقد راودت بني إسرائيل قومي على أدنى من هذا فضعفوا وتركوه، وأمتك أضعف أجسادًا وقلوبًا وأبدانًا وأسماعًا وأبصارًا (٥)، فارجع فليخفف


(١) في "صحيح البخاري": "بفضل كلامه للَّه".
(٢) في "صحيح البخاري": "حتى كان منه قاب".
(٣) في "صحيح البخاري": "فيما أوحى خمسين".
(٤) ما بين القوسين من "صحيح البخاري".
(٥) في "صحيح البخاري": "وأبصارًا وأسماعًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>