للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفيء بشيء لم يعطه أحدًا غيره، ثم قرأ: {وَمَا أَفَاءَ (١) اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} إلى قوله: {قَدِيرٌ} [الحشر: ٦]، فكانت هذه خالصة لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (٢)، واللَّه ما احتازها دونكم، ولا استأثر بها عليكم، قد أعطاكموها (٣)، وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال، فكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ينفق على أهله نفقة سَنَتِهِمْ من هذا المال، ثم يأخذ ما بقي، فيجعله مَجْعَلَ مال اللَّه، فعمل بذلك رسول اللَّه حياته (٤)، أَنْشُدُكم باللَّه هل تعلمون ذلك؟ قالوا: نعم، ثم قال لعلي وعباس: أَنْشُدُكما باللَّه (٥) هل تعلمان ذلك؟ قال عمر: ثم توفى اللَّهُ نبيَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال أبو بكر: أنا وليّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقبضها أبو بكر، فعمل فيها بما عمل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، واللَّه يعلم أنه فيها لصادق بار راشد تابع للحق، ثم توفى اللَّه أبا بكر، فكنت أنا وفي أبي بكر، فقبضتها سنتين من إمارتي أعمل فيها بما عمل به رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وما عمل فيها أبو بكر، واللَّه يعلم أني فيها لصادق بار راشد تابع للحق، ثم جئتماني تكلماني وكَلِمَتُكُما واحدة، وأمركما واحد، جئتني يا عباس تسألني نصيبك من ابن أخيك، وجاءني هذا -يريد: عليًّا- يريد نصيب امرأته من أبيها، فقلت لكما: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا نُورَثُ، ما تركناه صدقة"،


(١) في "صحيح البخاري": "وما أفاء"، وهو الصواب، وفي الأصل: "ما أفاء".
(٢) "خالصة لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-" كذا في "صحيح البخاري"، وفي الأصل: "خالصة برسول" فقط.
(٣) في "صحيح البخاري": "أعطاكموه".
(٤) في "صحيح البخاري": "فعمل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بذلك حياته".
(٥) في "صحيح البخاري": "أنشدكما اللَّه".

<<  <  ج: ص:  >  >>