للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقد رَوَى مسدد، حدثنا أبو الأحوص (١)، حدثنا منصور (٢)، عن الشعبي، عن البراء، قال: «خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ يَوْمَ النَّحْرِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَقَالَ: مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا، وَنَسَكَ نُسُكَنَا، فَقَدْ أَصَابَ النُّسُكَ، وَمَنْ نَسَكَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَتِلْكَ شَاةُ لَحْمٍ، فَقَامَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ نَسَكْتُ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَعَرَفْتُ أَنَّ اليَوْمَ يَوْمُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ فَتَعَجَّلْتُ فَأَكَلْتُ وَأَطْعَمْتُ أَهْلِي وَجِيرَانِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : تِلْكَ شَاةُ لَحْمٍ، فَقَالَ: فَإِنَّ عِنْدِي عَنَاقَاً جَذَعَةً وهِيَ خَيْرٌ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ، فَهَلْ تُجْزِي عَنِّي، قَالَ: نَعَمْ، وَلَا تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ» (٣).

ورَوَى مالك، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار (٤)، عن أبي بردة بن نيار: «أنّه ذَبَحَ ضَحِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ ذَبَحَ رَسُولُ اللهِ يَوْمَ الأَضْحَى، فَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ أَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ بِضَحِيَّةٍ أُخْرَى» (٥).

فإن قيل: إنَّ النبيَّ إنّما أمره بالإعادة؛ لأنّه ضحَّى قبل الصلاة، لا لأنّه ضحَّى قبل أن يضحي النبيُّ (٦)؟


(١) سلام بن سليم الحنفي مولاهم الكوفي، ثقة متقن صاحب حديث، من السابعة. تقريب التهذيب، ص (٤٢٥).
(٢) هو منصور بن المعتمر.
(٣) أخرجه أبو داود [٣/ ٣٦٠]، بنحو الإسناد الذي ذكره الشارح، وهو في الصحيحين: البخاري (٩٥٥)، مسلم [٦/ ٧٥]، والتحفة [٢/ ٢٠].
(٤) بشير بن يسار الحارثي، مولى الأنصار، ثقة فقيه، من الثالثة. تقريب التهذيب، ص (١٧٤).
(٥) أخرجه مالك [٣/ ٦٨٨]، والنسائي في الكبرى [٤/ ٣٤٧]، وهو في التحفة [٩/ ٦٧].
(٦) ينظر الاعتراض في: الحاوي للماوردي [١٩/ ١٠٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>