للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شربت صائمة، وأفطرت أربعة أيام وأنا في المستشفى وبعد رمضان صمت الذي أفطرت، هل أصوم ثانية والطفل لا زال في بطني أفيدوني أفادكم الله.

فأجابت: صيامك وأنت حامل ومعك نزيف لا يؤثر على الصيام كالاستحاضة، والصيام صحيح، والأيام الأربعة التي أفطرتها في المستشفى ثم قضيتها بعد رمضان يكفيك ذلك ولا يلزمك صيامها مرة ثانية.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم (١) .

[حكم المرأة الحامل التي لا تطيق الصوم]

- وسئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -حفظه الله-:

امرأة حامل لا تطيق الصوم فماذا تفعل؟

فأجاب: حكم الحامل التي يشق عليها الصوم حكم المريض، وهكذا المرضع إذا شق عليهما الصوم تفطران وتقضيان، لقول الله سبحانه (وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَير فَعِدَة منْ أَيَّام أُخَرَ) [البقرة: ١٨٥] .

وذكر بعض أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى أن عليهما الإطعام فقط.

والصواب الأول، وأن حكمهما حكم المريض؛ لأن الأصل وجوب القضاء ولا دليل يعارضه. ومما يدل على ذلك: ما رواه أنس بن مالك الكعبي -رضي الله عنه- عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "إن الله وَضَعَ عن المسُافر الصَّوم وشَطر الصلاة وعن الحُبلَى والمُرضِع الصَّوم" رواه الإمام أحمد وأهل السنن الأربع بإسناد حسن، فدل على أنهما كالمسافر في حكم الصوم تفطران وتقضيان.

أما القصر فهو حكم يختص بالمسافر لا يشاركه فيه أحد، وهو صلاة الرباعية ركعتين وبالله التوفيق (٢) .


(١) "فتاوى اللجنة الدائمة" رقم (١٣١٦٨) .
(٢) "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (٣/٢٠٧-٣٠٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>