للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حكمهما واحدًا وهذا عن كمال الشريعة الإسلامية وهو عدم التفريق بين المتماثلين وعدم الجمع بين المختلفين والله عليم حكيم.

صيام المرأة الكبيرة التي يشق عليها الصوم

سؤال: المرأة الكبير إذا كان الصيام يضرها هل تصوم؟

الفتوى: إذا كان الصوم يضر بها كما ذكر السائل فإنه لا يجوز لها أن تصوم؛ لأن الله تعالى يقول في القرآن (وَلا تَقْتُلُوا أَنفسَكم إنّ الله كانَ بِكم رَحيمًا) [النساء: ٢٩] ، (وَلا تُلْقُوا بأَيْديكُم إِلَى التَّهْلُكَة) [البقرة: ١٩٥] فلا يجوز لها أن تصوم والصوم يضر بصحَّتها، وما دامت طاعنة في السن فإن الغالب أنها لن تقدر على الصوم في المستقبل وحينئذ تطعم عن كل يوم مسكينًا فإما أن تدفع إلى المساكين ذلك الطعام ومقداره ربع صاع من البر أو نصف صاع من غيره والأرز مثل البر لأن انتفاع الناس به -كانتفاعهم بالبر بل أبلغ إذ أنه لا يحتاج إليها البر، وإما أن تصنع طعامًا ويدعي إليه مساكين بعدد أيام الشهر وبذلك تبرأ ذمتها، والله أعلم.

[سائق الشاحنات كيف يصوم ومتى؟!]

سؤال: سائق شاحنة لمسافات طويلة كيف يصوم ومتى؟!

الفتوى: جوابنا هذا السؤال أن نقول: إن الله تعالى قد بين حكم هذه المسألة في قوله: (وَمَن كانَ مَرِيضًا أَوْ على سَفَرٍ فَعدَّةٌ من أَيَّامٍ أُخَرَ) [البقرة: ١٨٥] ، فأنت أيها الأخ المشتغل في هذه الشاحنة ما دمت مسافرًا لك أن تترخص بجميع رخص السفر عن القصر والجمع والفطر في رمضان والمسح على الخفين ثلاثة أيام وغيرها مما هو معروف في أحكام السفر، وعلى هذا فنقول يجوز لك أن تفطر في هذه الحال فإن الله تعالى قد أطلق في الآية: (وَمَن كانَ مَرِيضًا أَو على سَفَرٍ) [البقرة: ١٨٥] ، ولم يقيده بشيء وما أطلقه الله ورسوله فإنه يجب العمل بمطلقه فإذا قلت كيف أصنع وأنا دائمًا في هذه المهنة أسافر دائمًا شتاء وصيفًا نقول لك إذا كنت في أهلك في رمضان وجب عليك أن تصوم وإذا كنت

<<  <  ج: ص:  >  >>