النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال:"للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه"(١) . متفق عليه، وما يدخله السرور على الصائم بوعد الله له بأنه يدخل الجنة من باب الريان، وأن من صام يومًا في سبيل الله، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا، وأن من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه.. إلى آخر ما أشارت إليه أحاديث الباب، وتلك الأحاديث المبشرة المشجعة وا-لمفرحة لنفس الصائم، وهذه لذة وسعادة لا يحققها في النفس إلا الصيام.
الوجه الثالث من الإعجاز يسر الصيام الإسلامي وسهولته
١- تشير الدراسات العلمية المحققة في وظائف أعضاء الجسم أثناء مراحل التجويع على يسر الصيام الإسلامي وسهولته.
لقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن حقيقة علمية أخرى وهي أن الصيام الذي فرضه علينا وحدد لنا مدته الزمنية طلوع الفجر إلى غروب الشمس، في قوله تعالى:(وكلُوا واشْرَبوا حتّى يتبيّن لكُم الْخيْطُ الأبْيضُ منَ الخيطِ الأسوَدِ مِنَ الفَجرِ ثمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَيلِ)[البقرة: ١١٨٧] ، أخبرنا بأن هذا الصيام سهل ويسير، لا مشقة فيه ولا ضرر، قال تعالى:(يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ... ) قال الفخر الرازي في تفسير الآية: "إن الله تعالى أوجب الصوم على سبيل السهولة واليسر، وما أوجبه إلا في مدة قليلة من السنة، ثم ما أوجب هذا القليل على المريض، ولا على المسافر".
فالصيام الإسلامي صيام سهل ميسور للأصحاء المقيمين، لا مشقة للنفس فيه، ولا ضرر يلحق الجسم من جرائه، على وجه القطع واليقين.
وتتمثل مظاهر يسر الصيام في النقاط التالية:
١- الصيام المفروض أيام قليلة معدودة وهو شهر في السنة، ولم
(١) "صحيح مسلم" ج٢ (كتاب الصيام رقم الحديث ١٦٣، ص٨٠٧) .