للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الصيام وتجلط الدم]

أجرى الدكتور جلال ساعور أستاذ الأمراض الباطنية بمستشفى الملك فيصل التخصصي، بحثًا عن تأثير الصيام على مرضى القلب، الذين يتناولون علاجًا مضادًا لتجلط الدم، وقد كتب الدكتور ملخصًا لبحثه فقال: تقبل الغالبية العظمى من المسلمين على صيام شهر رمضان كل سنة، مما يترتب عليه حدوث تغيرات رئيسية في النشاط الجسمي وأنماط النوم، فضلاً عن تغير أوقات تناول الطعام والشراب، ونوعه، وكميته، وعليه فمن الممكن أن يؤثر الصيام تأثيرًا سلبيًا على التحكم في منع التجلط من خلال الفقدان النسبي لسوائل الجسم، وانخفاض النتاج القلبي، وزيادة الإجهاد، ولزوجة الدم، فضلاً عن التغيرات التي تطرأ على امتصاص الأدوية واستقلابها.

وفي الفترة الواقعة بين ١٩٨١م إلى ١٩٨٥م تم فحص ما مجموعة ٢٨٩ مريضًا في عيادة منع تخثر الدم بمستشفى الملك فيصل التخصصي، تلقى ٢٤٧ مريضاً منهم العلاج المضاد لتجلط الدم، نظرًا لحالة القلب لديهم، و٤٢ نظرًا للتجلط الشديد للأوردة، مع أو بدون الانسداد الرئوي.

وبينما كان المرضى تحت العلاج، صام ١٠٦ منهم ٣٠٩ شهرًا رمضانيًا واختار ١٨٣ منهم عدم الصيام، خلال ٥٩٤ شهرًا (١) .

وقد لوحظ أن حدوث مضاعفات الانسداد التجلطي والنزيف متماثلة في المجموعتين، وكان متوسط الجرعة من الوارفمارين (٢) اللازمة لإحداث أفضل تأثير لمنع التجلط في المجموعتين خلال شهر رمضان متماثلاً: ٦.٥ ± ٢.١ ملجم مقابل ٦،٧ ± ٢،٢ ملجم.

ومنذ عام ١٩٨٦م أخذنا ننصح مرضانا الذين يتناولون علاجًا ضد التجلط


(١) عدد أشهر الصيام ا-لمحسوبة هنا -هي مجموع ا-لشهور التي صامها جميع هؤلاء الصائمين خلال فترة الاختبار (٤ سنوات) فمنهم من صام ٤ أشهر ومنهم من صام ثلاثة أو اثنين وهكذا..، وبالمقابل المفطرين أيضاً، فهي مجموع الشهور التي أفطروها جميعًا خلاك فترة الاختبار.
(٢) اسم دواء.

<<  <  ج: ص:  >  >>