يصومه قبل أن ينزل شهر رمضان فلما نزل شهر رمضان تُرك"، وفي رواية (تركه) .
* عن قيس بن سعد بن عبادة -رضي الله عنهما- قال: "أمرنا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن نصوم عاشوراء قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل لم يأمرنا ولم ينهنا ونحن نفعله".
فهذه الأحاديث كلها تدل على أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يجدد أمر الناس بصيامه بعد فرض صيام شهر رمضان، بل تركهم على ما كانوا عليه من غير نهي عن صيامه.
"فإذا كان أمره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بصيامه قبل فرض صيام شهر رمضان للوجوب فإنه ينبني على أن الوجوب إذا نسخ فهل يبقى الاستحباب أم لا؟ وفيه اختلاف مشهور بين العلماء -رضي الله عنهم-، وإن كان أمره للاستحباب المؤكد فقد قيل: أنه زال التأكيد وبقي أصل الاستحباب ولهذا قال قيس بن سعد: ونحن نفعله".
* قد روي عن ابن مسعود وابن عمر -رضي الله عنهما- ما يدل على أن أصل استحباب صيامه قد زال، وأكثر العلماء على استحباب صيامه من غير تأكيد وممن روى عن صيامه من الصحابة عمر وعلي وعبد الرحمن بن عوف وأبو موسى وقيس بن سعد وابن عباس وغيرهم، ويدل على بقاء استحبابه قول ابن عباس -رضي الله عنهما-: لم أر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصوم يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا يوم عاشوراء وشهر رمضان، وابن عباس إنما صحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بآخر أمره" (١) .
الحالة الرابعة: عزم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في آخر عمره على أن لا يصومه مفردا بل يضم إليه يوماً آخر مخالفة لأهل الكتاب في صيامه.
* عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال:"كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيداً".
قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فصوموه أنتم" رواه البخاري ومسلم.
وعند مسلم: كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيدا ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فصوموا أنتم".
* وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: حين صام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: