الثاني: أن الإكثار من الصوم مثبط للرغبة الجنسية وكابح لها، وقد ثبت في هذا البحث هبوط مستوى هرمون الذكورة (التيستوستيرون) هبوطا كبيرًا أثناء الصيام المتواصل، بل وبعد رعادة التغذية بثلاثة أيام، ثم ارتفع ارتفاعًا كبيرًا بعد ذلك، وهذا يؤكد أن الصيام له القدرة على كبح الرغبة الجنسية مع تحسينها بعد ذلك، وهذا يؤكد فائدة الصوم في زيادة الخصوبة عند الرجل بعد الإفطار، فهل كان يستطيع أن يتحدث بهذه العبارة الموجزة والتي تحوي كل هذه الدقة العلمية، إلا نبي يوحى إليه من خالق الإنسان العليم بدقائق تكوينه!.
٦- يعتبر الصيام وقاية من الأمراض العقلية والنفسية، فقد ثبت تأثيره على مرض انفصام الشخصية، فقد أشار الدكتور يوري نيكولايوف، من المعهد النفسي بموسكو، إلى أن الأمراض العقلية يمكن السيطرة عليها بمفعول الصيام والحمية، وقد تبين عند مراجعة ١٠٠٠ مريض عقلي التزموا الصيام (١) ، أن التحسن كان ملحوظًا لدى ٦٥% منهم، وقد وقع فحص نصف هؤلاء المرضى بعد ٦ سنوات، واتضح أنهم لا يزالون يتمتعون بصحة طيبة، كما أن الدكتور آلان كوت قد ألزم ٣٥ مريضاً ببرنامج صيام، تخلص ٢٤ منهم من مرضهم.
الوجه الثاني من الإعجاز منافع وفوائد الصيام
بعد أن أخبرنا الله سبحانه وتعالى، وأخبرنا رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن الصيام يحقق لنا وقاية من العلل الجسمية والنفسية، ويشكل حاجزًا وسترًا لنا من عقاب الله، أخبرنا -جل في علاه- أن في الصيام خيرًا ليس للأصحاء المقيمين فقط، بل أيضًا للمرضى والمسافرين، والذين يستطيعون الصوم بمشقة، ككبار السن ومن في حكمهم، قال تعالى:(أيامًا معدودات فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون) .
ذكر الفخر الرازي: أن للعلماء ثلاثة وجوه في قوله تعالى: (وأن