العصر- فدعا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بماء فشرب والناس ينظرون، فأفطر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في أثناء السفر بل أفطر في آخر اليوم.
كل هذا من أجل أن لا يشق الإنسان على نفسه بالصيام وتكلف بعض الناس في الصوم في السفر مع المشقة لا شك أنه خلاف السنة، وإنه ينطق عليهم قول النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "ليس من البر الصيام في السفر"(١) .
[المبتعث مسافر يفطر ولو امتد ابتعاثه سنوات]
- وسئل فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين -حفظه الله-:
نحن مجموعة من المبتعثين في بلاد أخرى بعضنا له سنة والبعض الآخر سنتان أو ثلاث أو أربع فهل لنا حكم المسافر في الصيام؟
فأجاب: هذه مسألة اختلف فيها أهل العلم.
والجمهور، ومنهم الأئمة الأربعة يقولون: إنهم في حكم المقيم يلزمهم الصوم، ولا يجوز لهم قصر الصلاة، ولا أن يمسحوا على الخفين ثلاثة أيام بل يوم وليلة.
وبعض أهل العلم يقول: إنهم في حكم المسافرين، وهذا ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وهو ظاهر النصوص فهي لم تُحدِّد مدة السفر.
وذُكر أن ابن عمر -رضي الله عنهما- أقام في أذربيجان ستة أشهر يقصر الصلاة.
وهذا الرأي واضح الرجحان ولكن من كان في نفسه حرج منه ورأى أن يأخذ بقول الجمهور وهو إتمام الصلاة ووجوب الصوم فلا حرج عليه في ذلك وهذا ما نراه ورآه شيخ الإسلام ابن تيمية.
وقال أيضًا: الحمد لله رب العالمين كثيرا كما هو أهله وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بالإحسان وسلم تسليما كثيرا.
(١) "فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين" (١/٤٧٨-٤٧٩) .