٤- هذا البيان يبين معنى وضع الصوم عن الحامل والمرضع الوارد في حديث أنس بن مالك والكعبي المتقدم -رضي الله عنهما-، وأنه مقيد بالخوف على نفسها أو ولدها، وأن عليها الجزاء لا القضاء.
٥- من زعم أنه وضع الصوم على الحامل والمرضع كوضع الصيام عن المسافر ورتب على ذلك أن القضاء يلزمهما مردود عليه؛ لأن القرآن بين معنى وضع الصيام عن المسافر (فعدة من أيام أخر) وبين كذلك معنى وضعه عمن لا يطيقونه (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) وقد ثبت لديك أن الحامل والمرضع ممن تشملهم هذه الآية بل هي خاصة لهم.
[القضاء]
قضاء رمضان للمسافر والمريض، والحامل والمرضع علي قول الجمهور لا يجب على الفور بل يجب على التراخي وجوبًا موسعًا؛ لما ورد عن عائشة -رضي الله عنها-: "كان يكون عليّ الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان" (١) .
قال الحافظ في "الفتح" (٤/١٩١) : "وفي الحديث دلالة على جواز تأخير قضاء رمضان سواءً كان لعذر أو لغير عذر".
والمبادرة إلى القضاء أولى من التأخير قال تعالى:(وسارعوا إِلى مغفرة من ربكم) الآية.
وقال تعالى:(أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون)[المؤمنون: ٦١] .