للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الصوم المبهم المقيد بزمن]

(١) صوم يوم وإفطار يوماً (غب الصوم)

"صوم داود عليه السلام"

قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان يصوم يوماً، ويفطر يوماً، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وكان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه وينام سدسه" (١) .

وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أفضل الصوم صوم أخي داود، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ولا يفر إذا لاقى" (٢) .

وقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صم أفضل الصيام، صيام داود: صوم يوم، وفطر يوم" (٣) .

وقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا صوم فوق صوم داود، شطر الدهر، صم يوماً وأفطر يوماً" (٤) .

وفي بعض الروايات: "كان عبد الله بن عمرو يقول بعد ما كبر: يا ليتني قبلت رخصة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ".

وفي رواية حصين: "وكان عبد الله حين ضعف وكبر يصوم تلك الأيام وكذلك يصل بعضها إلى بعض ثم يفطر بعدد تلك الأيام فيقوى بذلك".

وفي رواية: "وإذا أراد أن يتقوى أفطر أياماً وأحصى وصام مثلهن".

قال ابن حجر في "الفتح" (٨/٧١٥) : "يؤخذ منه أن الأفضل لمن أراد أن يصوم صوم داود أن يصوم يوماً ويفطر يوماً دائماً، ويؤخذ من صنيع عبد الله بن عمرو أن من أفطر من ذلك وصام قدر ما أفطر أنه يُجزئ عنه صيام يوم وإفطار يوم".

وذهب ابن دقيق العيد إلى أن صوم يوم وإفطار يوم أفضل صور الصيام وأن الأولى التفويض إلى حكم الشارع ولما دل عليه ظاهر قوله: "لا أفضل من ذلك" وقوله: "إنه أحب


(١) رواه أحمد، والبخاري ومسلم، وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن ابن عمرو.
(٢) صحيح: رواه الترمذي والنسائي عن ابن عمرو، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (١١٢٠) .
(٣) صحيح: رواه النسائي عن ابن عمرو، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (٣٧٩٣) .
(٤) رواه البخاري والنسائي عن ابن عمرو.

<<  <  ج: ص:  >  >>