للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصيام إلى الله تعالى" (١) . وهو قول أكثر العلماء ونقل الترمذي عن بعض أهل العلم أنه أشق الصيام.

* عن عبد الله بن عمرو قال: كنت رجلاً مجتهداً فزوجني أبي، ثم زارني، فقال للمرأة: كيف تجدين بعلك؟ فقالت: نعم الرجل من رجل لا ينام ولا يفطر. قال: فوقع بي أبي، ثم قال: زوجتك امرأة من المسلمين فعضلتها، فلم أبال ما قال لي مما أجد من القوة والاجتهاد إلى أن بلغ ذلك رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: "لكني أنام وأصلي وأصوم وأفطر، فنم وصل وأفطر، وصم من كل شهر ثلاثة أيام" فقلت: يا رسول الله أنا أقوى من ذلك. قال: "فصم صوم داود: صم يوماً وأفطر يوماً، وأقرأ القرآن في كل شهر" قلت: يا رسول الله أنا أقوى من ذلك.

قال حصين: فذكر لي منصور عن مجاهد أنه بلغ سبعاً، ثم قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي، فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك" فقال عبد الله: لأن أكون قبلت رخصة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أحب إليّ من أن يكون لي مثل أهلي ومالي، وأنا اليوم شيخ قد كبرت وضعفت، وأكره أن أترك ما أمرني به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (٢) قال ابن خزيمة: "صوم يوم وفطر يوم أفضل الصيام وأحبه إلى الله وأعدله".

وقال (٣/٢٩٥) : "صوم داود أعدل الصيام وأفضله، وأحبه إلى الله إذ صائم يوم مفطر يوم، يكون مؤدياً لحظ نفسه وعينه وأهله أيام فطره، ولا يكون مضيعاً لحظ نفسه وعينه وأهله".

صوم الأواب مزامير ... فليصغ شباب البلدان

وفي حدثنا لمسلم وابن خزيمة: "فصم صوم داود نبي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فإنه كان أعبد الناس".

قال: قلت: يا نبي الله: وما صوم داود؟ قال: "كان يصوم يوماً ويفطر يوماً".

* وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كان داود أعبد البشر" (٣) .


(١) "فتح الباري" (٤/٢٦٣) .
(٢) إسناده صحيح على شرط البخاري رواه ابن خزيمة في صحيحه.
(٣) حسن: رواه الترمذي والحاكم في "المستدرك"، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (٤٤٥٣) ، ورواه البخاري في "التاريخ" عن أبي الدرداء.

<<  <  ج: ص:  >  >>