للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرق بين الصيام الإسلامي والتجويع [الصوم الطبي] (١)

عرف علماء التغذية الصيام بأنه الامتناع الكلي أو الجزئي عن تناول المأكولات والمشروبات معًا، أو عن تناول المأكولات فقط لفترة من الزمن طالت أم قصرت.

وقد دخل التجويع (Starvation) في هذا المفهوم للصيام، ويلاحظ أن هذا المفهوم يختلف اختلافًا جوهريًّا عن تعريف الصيام الإسلامي، والذي هو إمساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع النية، ولا تذكر المراجع الطبية غالبًا الصيام إلا تحت عنوان التجويع (Starvation) ، وقد حصل لذلك خلط ولبس بين الصيام الإسلامي والتجويع، مما جعل الكثيرين من متلقى العلوم الحديثة وخصوصًا الأطباء لا يفرقون بينهما، ويسقطون أخطار التجويع على الصيام الإسلامي، لأن المدرسة الطبية الغربية التي تتلمذ فيها الجميع، لا تشير من قريب أو بعيد إلى الصيام الإسلامي، وتكتفي بالتعميم، هذا وقد أصبح للتجويع مدرسة طبية وأقيمت له مصحات عالمية في كثير من بلدان العالم، يعالجون به عددًا من الأمراض المزمنة، وقد سموه الصيام الكلي أو الطبي (٢) فكان لزامًا علينا في هذا البحث أن نتعرف على


(١) هذا البحث بأكمله من كتاب "الصيام معجزة علمية" للدكتور عبد الجواد الصاوي - نشر المجلس الأعلى للمساجد - هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة برابطة العالم الإسلامي، وفيه أبحاث من كبار الأطباء وأساتذة كلية الطب جامعة الملك سعود بالرياض وأساتذة كلية الطب جامعة الملك عبد العزيز في ندوتين لهيئة الإعجاز العلمي بينها وبين الأساتذة والباحثين من خارج وداخل المملكة السعودية في جمادي الآخرة سنة ١٤١١هـ.
(٢) وفي هذا النوع من الصيام كما يسمونه يمتنع فيه عن الطعام فقط دون الماء، لفترة من الزمن تطول أو تقصر، وتقوم فكرته على حقيقة مقدرة الطاقة المختزنة في الجسم على إمداد الإنسان بالحياة والحركة فترة تتراوح من شهر إلى ثلاثة شهور.

<<  <  ج: ص:  >  >>