للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما ما ورد من الأحاديث في هذا الموضوع فكلها ضعيفة؛ كما نص على ذلك أهل العلم، ولكن من كان من عادته أن يصوم الأيام البيض فانه يصومها في شعبان كما يصومها في غيره، لا على أنه خاص بهذا اليوم كما كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصوم ويكثر الصيام في هذا الشهر، لكنه لم يخص هذا اليوم، وإنما يدخل تبعًا (١) .

- وسئل أيضًا سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -حفظه الله-:

ما حكم صيام نصف شعبان وهي الأيام (١٣-١٤-١٥) ؟

فأجاب: يستحب صيام ثلاثة أيام من كل شهر، من شعبان أو غيره لما ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه أمر عبد الله بن عمرو بن العاص بذلك وثبت عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أيضًا أنه أوصى أبا الدرداء وأبا هريرة بذلك، وإن صام هذه الثلاثة من بعض الشهور دون بعض أوصامها تارة وتركها تارة فلا بأس لأنها نافلة لا فريضة، والأفضل أن يستمر عليها في كل شهر إذا تيسر له ذلك (٢) .

[حكم الإستكثار من صيام شعبان وحكم صوم النصف الأخير منه]

- وسئل فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين -حفظه الله-:

هل يستحب الإكثار من صيام شهر شعبان؟ وهل يجوز صوم آخره؟ لأنني قرأت حديثًا في النهي عن صوم النصف الأخير من شعبان؟

فأجاب: يستحب الإكثار من الصيام في شهر شعبان، وقد ورد عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يكثر من الصيام في شهر شعبان. وكانت -رضي الله عنها- تقول: "كان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصوم شعبان إلا قليلاً" وهذا دليل على فضل الصيام في شعبان.

أما صيام آخره: فقد ورد النهي عن صيامه في حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان". وقد أنكر بعض العلماء هذا الحديث -وإن كان سنده صحيحًا-


(١) "المنتقى من فتاوى الشيخ صالح بن فوزان" (٣/١٥١-١٥٢) .
(٢) "الفتاوى لابن باز - كتاب الدعوة" (١/١٢٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>