اعتذار إلى الشهر المبارك (*) .
جِئْتَ والجُرحُ غائرٌ في فُؤادي ... وحَكايا بُطولَتي كالرَّماد
وأنا واقفٌ ألمْلِمُ أشْتاتي ... وأَرْنو إلى وجوه العِبادِ
أتَّقِي الشمسَ باليدْينِ وأحْيَا ... في زمانٍ يَنوءُ بالأصْفادِ
أيُّ شيء لم يقتلوهُ جِهارًا ... أو يَبيعوه جُمْلةً في المزادِ؟
حملوا جُثَّةَ الضَمير إلى القبرِ ... وعادوا في خَشْعةِ الزُّهادِ!!
***
أخْمدتَنْي ضراوَةُ الغزْو حتى ... بِتُّ أغْزو منْ شِقْوَتي أولادِي
وعلى وقْع خُطوتِي نَبَتَ الإثمْ ... وَضَجَّتْ في مِخلبي أحْقادِي
عصرنُا يَا شقِيقتي عصُر صَيْد ... كمْ هتَفْنا لِجُرْأةِ الصيادِ
***
جئتَ يا شهرَنا العظيمَ فَإنّي ... خَجِلٌ منكَ من خُطاي وزادي
جئتَ بالسيفِ والجوادِ ولكنْ ... أيْن من أدْمنوا ظُهُورَ الجيادِ
هَا هُوَ السيفُ قد تَكَفَّنَ بالصمتِ ... تَوارَي في عتْمة الأغْمَادِ
أكلتْهُ السُّنونُ.. بال عليه الدَّهـ ... ـر.. أضْحى أُلعَوبةً للقُرادِ
فَقَدَ الشهوةَ الحميمةَ للضّرْبِ ... تَوَارى عنْ مسرح الأمجادِ
وعَلَى بابنا يَمُوءُ جَوادٌ ... لمْ أجِدْ فيها (مَلمَحا) للجواد
لمْ تُفجرْهُ عاصِفاتُ الليالي ... لا وَلا هزَّه الأسَى في بِلادي
***
(*) محمود مفلح من ديوان "إنها الصحوة إنها الصحوة".