للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال عبيد بن محمد الوراق: مرّ معروف وهو صائم بسقّاء يقول رحمه الله: من شرب فشرب رجاء الرحمة (١) .

وكان رحمه الله يقول: إن صليت بكم هذه الصلاة لا أصلي بكم ثانية نعوذ بالله من طول الأمل فإنه يمنع خير العمل (٢) .

وكان يقول إذا أراد الله بعبد شراً أغلق عنه باب العمل وفتح عليه باب الجدل (٣) -.

وعنه قال: ما أكثر الصالحين وما أقل الصادقين.

[(٣٩) صوم أحمد بن حرب]

الإمام القدوة شيخ نيسابور أبو عبد الله النيسابوري، كان من كبار الفقهاء والعباد (٤) . من صحت بدايته صحت نهايته أجسام ذللت منذ الصغر لخدمة سيدها ومولاها.

قال زكريا بن حرب: ابتدأ أخي بالصوم وهو في الكتاب فلما راهق حج مع أخي الحسين بن حرب أقاما بالكوفة للطلب وبالبصرة وبغداد ثم أقبل على العبادة لا يفتر وأخذ من المواعظ والتذكير وحث على العبادة وأقبلوا على مجلسه (٥) .

هكذا صوم منذ الصغر مثلما كان ابن حنبل يحصي الليل وهو غلام.

قال محمد بن يحيى مرّ أحمد بن حرب بصبيان يلعبون فقال أحدهم: أفسحوا فإن هذا أحمد بن حرب الذي لا ينام الليل فقبض على لحيته، وقال الصبيان: يهابونك وأنت تنام فأحيا الليل بعد ذلك حتى مات (٦) .


(١) "الحلية" (٨/٣٦٥) ، و"السير" (٩/٣٤٢) .
(٢) "الحلية" (٨/٣٦١) .
(٣) "الحلية" (٨/٣٠٦١) ، و"السير" (٦/٣٤٠) .
(٤) "السير" (١١/٣٢-٣٣) .
(٥) "السير" (١١/٣٣) .
(٦) "السير" (١١/٣٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>