للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفضيلة الرابعة عشر

شفاعة الصيام يوم القيامة لصاحبه

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربي إني منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، قال: فُيشَفَّعَان" (١) .

قال الألباني: "أي يشفعهما الله فيه ويدخله الجنة".

قال المناوي: "وهذا القول يحتمل أنه حقيقة بأن يجسد ثوابهما ويخلق الله فيه النطق (والله على كل شيء قدير) ويحتمل أنه على ضرب من المجاز والتمثيل".

قلت: "والأول هو الصواب الذي ينبغي الجزم به هنا وفي أمثاله من الأحاديث التي فيها تجسيد الأعمال ونحوها كمثل تجسيد الكنز شجاعاً أقرع، ونحوه كثير.

وتأويل مثل هذه النصوص ليس من طريقة السَلف رضي الله عنهم، بل هو طريقة المعتزلة ومن سلك سبيلهم من الخلف، وذلك مما ينافي أول شروط الإيمان (الذين يؤمنون بالغيب) فحذار أن تحذو حذوهم، فتضل وتشقى، والعياذ بالله تعالى (٢) .

الفضيلة الخامسة عشر

دعوة الصائم لا ترد

قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر" (٣) .


(١) صحيح: رواه أحمد في "مسنده"، والطبراني في "الكبير"، ورجاله محتج بهم في الصحيح، ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب "الجوع" وغيره بإسناد حسن، ورواه الحاكم في "المستدرك" وقال: صحيح على شرط مسلم، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (١/٤١١) .
(٢) تعليق الألباني على "صحيح الترغيب والترهيب" (١/٤١١) .
(٣) صحيح: رواه العقيلي في "الضعفاء"، والبيهقي في "شعب الإيمان" عن أبي هريرة، ورواه ابن ماسي وابن عساكر، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (٣٠٣٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>