لا غير شرع الله يجمعُ شملنا ... مهما أشار بحقِّه المجَّانُ
ما وحد الأوطان غير محمدٍ ... ما ضمَّهما عدنانُ أو قطحانُ
جمع الشَّتيت فكان أكرم أمةٍ ... فخرت بمجد رقِّيها الأزمانُ
أنسيت دنيا العزِّ يوم تجمَّعت ... فيك الرَّجالُ وكلُّهم ألوانُ
فصهيبٌ ابن الروم جنب محمد ... والفارسُّ المهتدي سلمانُ
وبلالُ فوق البيت يهتف للورى ... في الحقِّ لا أسياد أو عبدانُ
يومًا غَزانا الكُفر تحت صليبه ... أجنادُه الأسبانُ والطليانُ
فالدِّين جمَّعها لأكبر نجدة ... لا الحربُ جمعها ولا الطُّغيانُ
إن تسأل الآثارَ فهي مجيبةٌ ... أو تسأل الأخبارَ فهي لسانُ
مناجاة (*)
قِفي ها هُنا في رحابِ الهُدَى ... ولله يا نفسُ فاسْتَسْلِمي
أطَل عَلى النّاسِ شَهْرُ الصَّيام ... فبُشْراكِ بالوافِدِ المُكْرم
هَلُمّي هَلُمّي بهِ نَحْتَفي ... ونُعْلِنُ عَنْ فرحَةِ المَقْدَم
أعيذُكِ مِنْ نَزَغاتِ الهوَى ... وفي مَوْسِم الخِصْبِ أنْ تُحرَمي
على عَتَباتِ الرّضا والسّلام ... أَطيلي الوُقوفَ ولا تَسْأَمي
فإنْ جادَ بالعَفْوِ رَبُّ السمَّاءِ ... فحسْبُكِ ذلكَ مِنْ مَغْنَم
وحسبُكِ أَنّا عَفَرْنا الجَبينَ ... لدَيهِ وفي حِصْنِهِ نَحْتَمِي
***
(*) من ديوان "نداء الحق" للشاعر أحمد محمد الصديق.