للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسئل أيضا فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين -حفظه الله- (*) :

لكن لو حدث له أثناء النهار مثلاً: كان عاقلاً ثم ذهب عقله؟

فأجاب: فإذا جُنَّ في أثناء النهار بطل صومه؟ لأنه صار من غير أهل العبادة، وكذلك إذا هذر في أثناء اليوم فإنه لا يلزمه الإمساك ولكنه يلزمه القضاء، وكذلك الذي جن في أثناء النهار يلزمه القضاء، لأنه فى أول النهار كان من أهل الوجوب.

[فاقد الذاكرة والمعتوه والصبي والمجنون هل يجب عليهم الصوم؟]

- وسئل فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين -حفظه الله- (* *) :

فاقد الذاكرة هل يجب عليه الصيام والمعتوه والصبي والمجنون؟

فأجاب إن الله سبحانه وتعالى أوجب على المرء العبادات إذا كان أهلاً للوجوب بأن يكون ذا عقل يدرك به الأشياء، وأما من لا عقل له، فإنه لا تلزمه العبادات، وبهذا لا تلزم المجنون، ولا تلزم الصغير الذي لا يميز، وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى، ومثله المعتوه الذي أُصيب بعقله على وجه لم ييلغ حد الجنون.

ومثله أيضا: الكبير الذي بلغ فقدان الذاكرة كما قال هذا السائل، فإنه لا يجب عليه صوم ولا صلاة ولا طهارة؟ لأن فاقد الذاكرة هو بمنزلة الصبي الذي لم يميز، فتسقط عنه التكالف فلا يلزم بطهارة، ولا يلزم بصلاة، ولا يلزم أيضا بصيام.

وأما الواجبات المالية، فإنها تجب في ماله وإن كان في هذه الحال فالزكاة مثلاً يجب على من يتولى أمره أن يخرجها من مال هذا الرجل الذي بلغ هذا الحد؛ لأن وجوب الزكاة يتعلق بالمال كما قال الله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِم صَدَقَةً تُطَهرهُم وَتزَكيهِم بِهَا) [التوبة: ١٠٣] ، قال تعالى: (خذ من أموالهم) ولم يقل خذ منهم.

وقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لمعاذ حينما بعثه إلى اليمن: "أعلمهم أن الله فرض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم".


(*) "فقه العبادات" لابن عثيمين (ص ١٨٧) .
(* *) "فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين" (١/٤٩٠، ٤٩١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>