للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معاوية مرة إلى عائشة بمائة ألف درهم، فقسمتها؛ لم تترك منها شيئاً، فقالت بريرة: "أنت صائمة، فهلا ابتعت لنا منها بدرهم لحماً؟ " قالت: "لو ذكرتني لفعلت" (١) .

وعن محمد بن المنكدر عن أم ذَرَّة وكانت تغشى عائشة (رضي الله عنه) قالت. بعث إليها الزبير بمال في غرارتين، قالت: أراه ثمانين ومائة ألف فدعت بطبق وهي صائمة يومئذ، فلما أمست قالت: "يا جارية هلمي فطوري فجاءتها بخبز وزيت، فقالت لها أم ذرّة: "أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا بدرهم لحماً نفطر عليه" فقالت: "لا تعنفيني، لو كنت أذكرتني لفعلت" (٢) .

[(٥) صوم أم المؤمنين حفصة بنت عمر]

القوامة الصوامة، حفصة بنت عمر بن الخطاب، وارثة الصحيفة، الجامعة للكتاب (٣) .

عن قيس بن زيد أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طلق حفصة بنت عمر فدخل عليها خالاها قدامة وعثمان ابنا مظعون، فبكت وقالت: والله ما طلقني عن شِبَع، وجاء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فتجلببت، قال: فقال لي جبريل عليه السلام: راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة (٤) ، أي شهادة أعظم من شهادة الله وجبريل لحفصة رضي الله عنها، وأنعم بها من عبادة كانت سبباً لرجوع أم المؤمنين حفصة إلى رسولنا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لتبقى له زوجة في الجنة.

وعن نافع قال: "ماتت حفصة حتى ما تفطر".


(١) أبو نعيم في "الحلية" (٢/٤٧) ، والحاكم (٤/١٣) .
(٢) ابن سعد (٨/٤٦) ، و"الحلية"، (٢/٤٧) ، ورجاله ثقات.
(٣) "الحلية" (٢/٥٠) .
(٤) حسن: أخرجه الحاكم في "المستدرك" عن أنس وقيس بن زيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>