الجلوكوز في هذه الفترة ينخفض أيضاً معدل إفراز الأحماض الأمينية من العضلات إلى حوالي ثلث الكمية المفرزة في فترة ما بعد الامتصاص.
ومع ازدياد معدل انحلال الدهن تزداد الأحماض الدهنية التي تصل إلى الكبد، فيرتفع معدل إنتاج الأجسام الكيتونية، وتزداد تدريجيًّا في الدم وتصل إلى مستوى ثابت، يعتمد عنده الدماغ للحصول على الطاقة منها، لتحل محل الجلوكوز كمصدر رئيسي للطاقة، إذ توفر من (٦٠-٨٠%) من كمية الطاقة التي يحتاجها الدماغ.
هذا وقد وجد أن ارتفاع مستوى الأجسام الكيتونية في مصل الدم لا ينتج زيادة في حموضة الدم، وذلك لأن الأمونيا الناجمة عن تكون الجلوكوز الجديد في الكلية (من الجلوتامين أساسًا) تسبب زيادة تعويضية في إفراز البروتينات.
ويبدو أيضاً أن ارتفاع مستويات الأجسام الكيتونية يساهم في انخفاض تكون الجلوكوز الجديد الملازم لهذه المرحلة، وذلك يمنع انحلال بروتينات العضلات؛ لذا فإن الأجسام الكيتونية تعمل على خفض إنتاج جلوكوز الكبد، وتعمل بمثابة طاقة بديلة للدماغ، وتحافظ على بروتينات الجسم، ومع نفاذ كمية الدهون القابلة للنقل والتحريك في نهاية هذه المرحلة، فإنه تحدث زيادة في استقلاب البروتينات في المراحل قبل النهائية، وهكذا فإن القدرة على تحمل التجويع أو الصيام الطبي لفترات طويلة، يعتمد على كمية الدهون المخزونة في الأنسجة الشحمية.
[أوجه الاتفاق والاختلاف بين الصيام الإسلامي والتجويع:]
هناك أوجه اتفاق واختلاف بين الصيام الإسلامي، وبين ما يعرف بالصيام الطبي (التجويع المطلق) ، وتتيح أوجه الاتفاق بينهما مساحة مشتركة تجعل كل الفوائد الثابتة علميًا للصيام الطبي، تتحقق بالصيام الإسلامي المثالي، التي تقل فيه فترة الهضم والامتصاص، وذلك بالاعتدال في الطعام أثناء السحور والإفطار وتتاح فيه فرصة أكبر لعملية تحلل المدخرات الغذائية وذلك ببذل الجهد والعمل الدائب والتخلص من الكسل وكثرة النوم أثناء الصيام.