للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تجشأ إذا ما هم تجشأوا كأنما ... غذيت بألوان الطعام المفتق

[(١٧) صوم العلاء بن زياد]

"المبشر المحزون، المستتر المخزون، تجرد من الثلاد، وتشمر للمهاد، وقدّم العتاد للمعاد، العلاء بن زياد" (١) .

كان ربانيّاً تقياً قانتاً لله، بكّاء من خشية الله.

قال قتادة: كان العلاء بن زياد قد بكى حتى غشي بصره، وكان إذا أراد أن يقرأ أو يتكلم، جهشه البكاء، وكان أبوه قد بكى حتى عمي.

قال الحسن لعلاء بن زياد وقد سله الحزن كيف أنت يا علاء؟ فقال: واحزناه على الحزن.

قال الحسن: قوموا فإلى هذا والله انتهى استقلال الحزن" (٢) .

وعن هشام بن حسان أن العلاء بن زياد كان قوت نفسه رغيفاً كل يوم وكان يصوم حتى يخضرّ أو يصلي حتى يسقط فدخل عليه أنس بن مالك والحسن فقالا: إن الله تعالى لم يأمرك بهذا كله، فقال: إنما أنا عبد مملوك لا أدع من الاستكانة شيئاً إلا جئته به" (٣) .

قال له رجل: رأيت كأنك في الجنة فقال له. ويحك أما وجد الشيطان أحداً يسخر به غيري وغيرك (٤) .

وكان يقول: "لينزل أحدكم نفسه أنه قد حضره الموت فاستقال ربه تعالى نفسه فأقاله فليعمل بطاعة الله عز وجل" (٥) .


(١) "حلية الأولياء" (٢/٢٤٢) .
(٢) "الحلية" (٢/٢٤٢) .
(٣) "الحلية" (٢/٢٤٣) .
(٤) "الحلية" (٢/٢٤٥) .
(٥) "الحلية" (٢/٢٤٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>