قال تعالى:(إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم) .
في الصحيحين من حديث أبي بكرة أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خطب في حجة الوداع فقال في خطبته:"إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: "اختص الله أربعة أشهر جعلهن حرماً وعظم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم، وجعل العمل الصالح والأجر أعظم".
قال كعب: اختار الله الزمان فأحبه إلى الله الأشهر الحرم.
قال ابن رجب في "لطائف المعارف"(ص ١١٧) : "واختلف في أي هذه الأشهر الحرم أفضل، فقيل رجب قاله بعض الشافعية وضعّفه النووي وغيره، وقيل المحرم قاله الحسن ورجّحه النووي، وقيل ذي الحجة روي عن سعيد بن جبير وغيره وهو أظهر والله أعلم".
قال ابن تيمية في "مجموع الفتاوى"(٢٥/٢٩١) : "في المسند وغيره حديث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه أمر بصوم الأشهر الحرم: وهي رجب وذو القعدة، وذو الحجة والمحرم".
فهذا فى صوم الأربعة جميعاً، لا من يخصص رجب.
قال ابن رجب في "لطائف المعارف"(ص ١٢٣) : "قد كان بعض السلف يصوم الأشهر الحرم كلها منهم ابن عمر والحسن البصري، وأبو إسحاق السبيعي. وقال الثوري: الأشهر الحرم أحبّ إلي أن أصوم فيها".