للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢- الخطابية]

هناك طوائف من الشيعة مرتدون غلاة، أنكر الشيعة أنفسهم نسبة تلك الفرق الغالية إليهم وإلى الإسلام ولكن كتاب الفرق الإسلامية جميعاً يثبتون علاقة وطيدة بين هذه الفرق الغالية وبين التيار الشيعي العام" (١) منهم الخطابية: "أصحاب أبو الخطاب محمد بن أبي زينب الأسدي".

"كان أصحابه كلما ثقل عليهم أداء فريضة أتوه وقالوا: يا أبا الخطاب خفف علينا فيأمرهم بتركها حتى تركوا جميع الفرائض واستحلوا جميع المحارم" (٢) .

والتحلل من الشريعة وعدم الالتزام بأوامرها ونواهيها تكاد كل الفرق الغالية -كالسيئة والغرابية، والبيانية، والمغيرية، والهاشمية، والكيسانية، والنعمانية، واليونسية، والنصيرية، والخطابية- تقول به وتنتهي إليه.

وجعلوا الفرائض التي فرض الله تعالى رجالاً سموهم وأنهم أمروا بمعرفتهم وولايتهم، وجعلوا المعاصي رجالاً، أمروا بالبراءة منهم ولعنهم واجتنابهم وتأولوا على ما استحلوا من ذلك قول الله عز وجل: (يريد الله أن يخفف عنكم) وقالوا: خفف عنا بأبي الخطاب ووضع عنّا به الأغلال والآصار يعنون الصلاة والزكاة والصيام والحج, فمن عرف الرسول النبي الإمام فذلك عنه موضوع فليصنع ما أحب.

* والمعمرية من الخطابية: دانوا بترك الفرائض ومنها الصوم فخرجوا من ملة الإسلام.

برئت إلى الرحمن من كل رافض ... بصير بباب الكفر في الدين أعورا

إذا كف أهل الحق عن بدعة مضى ... عليها، وإن يمضوا إلى الحق قصّرا

ولو قيل إن الفيل ضب لصدقوا ... ولو قيل زنجي تحول أحمرا

واخلف من بول العبير فإنه ... إذا هو للإقبال وجه أدبرا


(١) "دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين" (ص ١٠٢) .
(٢) "دراسة عن الفرق" (ص ١٠٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>