للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأكل والشرب بعد الأذان]

وسئل فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين -حفظه الله- (١) :

هل يجوز للإنسان أن يأكل ويشرب بعد الأذان؟

فأجاب إذا كان المؤذن لا يؤذن إلا بعد طلوع الفجر فإنه لا يجوز الأكل بعده لقول الله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) [البقرة: ١٨٧] .

ولقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ بِلاَلاً يُؤَذن بِلَيلٍ فَكُلوا واشْرَبُوا حَتى يِؤذن ابن أُمّ مَكْتُوم فَإنه لا يُؤذن حَتَّى يَطْلع الفَجْر".

أما إذا كان المؤذن يؤذن بالتحري وليس يشاهد الفجر فإن الاحتياط ألا تأكل بعد سماع الأذان.

ولكن الجزم بأن هذا -الأكل بعد الأذان المبني على التحري- الجزم بأن صومه فاسد غير مستطاع لدي، لأن الفجر لم يتبين تبينًا يمتنع معه الأكل لكن لا شك أن الاحتياط أن يتوقف الإنسان إذا سمع أذان الفجر.

[الكف عن السحور عند بدء أذان الفجر]

- وسئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -حفظه الله-:

هل يجب علينا الكف عن السحور عند بدء أذان الفجر، أم يجوز لنا الأكل والشرب حتى ينتهي المؤذن؟

فأجاب إذا كان المؤذن معروفًا بأنه لا ينادي إلا على الصبح فإنه يجب الكف عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من حين يؤذن.

أما إذا كان الأذان بالظن والتحري حسب التقاويم فإنه لا حرج في الشرب أو الأكل


(١) "فتاوى ابن عثيمين" (١/٥٢٥-٥٢٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>